للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُغْلِقَ دُونَ السَّمَاح والعِزّ … والنَّجْدَةِ بابٌ مِفْتاحُهُ آشِبُ

أصبَح في قَيْدِكَ السَّمَاحة والـ … ـحَامِل والمُضْلِعَاتُ والحَسَبُ

إنْ مُتَّ ماتَ النَّدَى أبا خَالِدٍ … والبَحْرِ بَحْرُ الفَوَاضِلِ الحَدِبُ

ابن ثلاثٍ وأرْبَعيِن خَلَتْ … لا ضَرَعٌ واهنٌ ولا تَلِبُ

لا بَطِرٌ إنْ تَتَابَعَتْ نِعَمٌ … وصَابر في البَلَاءِ مُحْتَسِبُ

بَذَذْتَ سَبْقَ الجِيَادِ في مَهَلٍ … وقصَّرت دونَ سَعْيكَ العَرَبُ

فقال له يَزِيد: كيفَ وَصَلْتَ إليَّ؟ قال: ادَّعَيْتُ دَيْنًا، قال: هو عليَّ!.

وممَّا نَقَلْتُهُ من خَطِّ المَذْكُور من هذا الكتاب: قال أبو الحَسَن؛ يعني المَدَائِنِيّ: كان حَمْزَةُ بن بَيْضٍ الحَنَفِيّ شَاعِرًا طَرِيفًا، فشَاتَم حَمَّادَ بن الزِّبْرَقَان، وكان من ظُرَفاءِ (a) أهل الكُوفَة وكلاهُما صَاحِبُ شَرَاب، وكان حَمَّاد يُتَّهَمُ بالزَّنْدَقَةِ، فمَشَى الرِّجالُ بينهما حتَّى اصْطَلَحا، فدَخَلا يَوْمًا على وَالي الكُوفَةِ، فقال لابن بَيْضٍ: أراكَ قد صالحَتَ حَمَّادًا! فقال ابنُ بَيْضٍ: نَعَم أصْلَحكَ اللهُ على أنْ لا آمرُه بالصَّلاة ولا يَنْهاني عنها.

نَقَلْتُ من خَطِّ تُوْزُون إبْراهيم بن مُحَمَّد الطَّبَريّ في أمَالي أبي عُمَر مُحَمَّد بن عَبْد الوَاحِد الزَّاهِد صَاحِب ثَعْلَب، باسْتْمِلَائهِ منه في سَنَة ثَماني وعشرين وثَلاثِمائة قال، فيما رَوَاهُ عن ثَعْلَب، وقال؛ يعني ثَعْلَب (١): اجْتَمَعَ يَزِيد بن الحَكَم وحَمْزَة بن بَيْضٍ في حَبْسٍ، فقال له يَزِيدُ وهو يَهْزأُ بهِ: إنَّك لأُسْتاذٌ بالشِّعْر يا ابن بَيْضٍ! قال: أي لَعَمْري، إنِّي لأُدِقُّ الغَزْلَ، وأُصَفِّقُ النَّسْجَ، وأُرِقُّ الحَاشِيَةَ.


(a) الأصل: طرفاء، والمثبت من الأغاني ١٦: ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>