وكان أبو سَالَم هذا تَاجِرًا، كَتَبَ عنهُ أبو سَعْد السَّمْعَانيّ أبْيَاتًا رَوَاها عن ابن مُنِير، ورَوَى عنهُ ولده عبد الرَّحيم السَّمْعَانيّ.
كَتَبَ إلينا أبو المُظَفَّر عبد الرَّحِيم بن عَبْد الكَريم بن مُحَمَّد السَّمْعَانيّ من مَرْو غير مَرَّة، قال: أبو سَالِم حَمْزَة بن مُحَمَّد بن أبي سَلَمَة الحَرَّانيّ، ثمّ الحَلَبِيّ، شَابٌّ مُتَميِّزٌ من أهْل حَلَب، قَدِمَ عَزو تَاجِرًا، ودَخَل دَارَنا مع الشَّريف أبي العبَّاس بن المُؤيَّد باللهِ الهاشِمِيّ، فكَتَبَ عنهُ وَالدِي أبْيَاتًا من الشِّعْر بحُضُوري، وكانت ولادَتُه بحَلَب في سَنَة اثْنتي عَشرة وخَمْسِمائَة.
قال عَبْدُ الرَّحيم: أنْشَدَنا حَمْزَة بن مُحَمَّد الحَرَّانيّ في دارنا بمَرْو، إمْلاءً من حِفْظِه، قال: أنْشَدَنا أبو الحُسَين أحْمَد بنُ مُنِير الأَطْرَابُلُسِيِّ لنَفْسِه بحَلَب (١): [من المجتث]
عَاتبْتُه فاسْتَطَالا … وصَدَّ عنِّي دَلَالا
ما هكذا مَنْ تَعَالَى … في حُسْنِهِ يَتَغَالا
مَوْلَايَ قد ذُبْتُ شَوْقًا … فكم تذيْبُ مِطَالَا
ما كان وَعْدُكَ إلَّا … مِثْل السُّلُوِّ مُحَالَا
سبَكْتَ حَبَّةَ قَلْبي … وصُغْتها لكَ خَالَا
فقد كَسَتْنِي نُحُولًا … كما كَسَتْكَ جَمَالًا
يا كَامِلًا حُسْنُهُ عَلَّـ … ـمَ البُدُور كَمَالا