للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهْل العِرَاق كُلّهُم مُذَبْذَبُ (a) … في قَتْل عُثْمانَ وكُلّ مُذنِبُ

إنَّ عليًّا فيكمُ مُحَبَّب

فَحمَل عليه سُليْمان بن صُرَد الخُزَاعِيُّ وهو يَقُول: [من الرجز]

يا لك يَوْمًا كاسِفًا عَصَبْصَبا … يا لك يَوْمًا لا يُواري مركبا (b)

يا أيُها الحيُّ الّذي تَذَبْذَبا … لسْنَا نَخَاف ذا ظُلَيْم حوْشَبا

لأنَّ فينا بَطَلًا مُجَرَّبا … ابنَ بُدَيْل كالهِزَبْر مُغْضَبا

أمسى عليٌّ عنده محببا … يفديهِ (c) بالأُمِ ولا يُبْقِي الأبا (d)

ثُمَّ طَعَنَهُ سُليمان فقَتَلَهُ.

وقيل: قَتَلَهُ الصُّرَادق، حَكَى ذلك أبو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب في خبر صفِّيْن عن جَعْفَر بن مُحمَّد، عن أَبيِهِ، قال: فنَهَدَت حِمْيَر ورَأسُها حَوْشَب ذو ظُلَيْم، ونَهَدَت رَبيعَةُ ورَأسُها خَالِد بن المُعَمَّر، فاضْطَربُوا بالسيُوف حتَّى قُتِلَ من الفَرِيْقَين قَتْلٌ ذَرِيْع، وبرز الصُّرَادِقُ وذُو ظُلَيْم فاطَّعَنا واخْتَلَفا، فقَتَلَهُ الصُّرَادِقُ، وفي ذلك يقول الصرَادِق: [من الطويل]

جَهِدتُم علينا آل حِميَرَ ضَلِّةً … ونَحنُ أُنَاسُ نَعْتَلي في الوَقَائعِ

وحَوْشَبُ قد لَاقَى وذَاقَ وَبالَهُ … كما ذاقَ فيها ذُو الكَلاع صَنَائعيِ

أنبأنَا أبو القَاسِم عَبْدُ الصَّمَد بن مُحمَّد القَاضِي، قال: كَتَبَ إلينا أبو القَاسِم بن السَّمَرْقنديِّ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحمَّد وأبو الغَنائِم ابنا عليّ بن الحَسَن بن أبي عُثْمان، وأبو القَاسِم عليّ بن أحْمَد بن البُسْرِيّ، وأبو الحَسَن بن الأخْضَر، وأبو طَاهِر القَصَّارِيّ، قالُوا: أخْبَرَنا أبو عمُر بن مهدِي، قال: أخْبَرَنا مُحمَّد بن أحمَد بن


(a) وقعة صفين: إن العراق حبلُها مذبذَبُ، ابن اعثم: إن العراق خيلها مذبذب.
(b) وقعة صفين وابن أعثم: كوكبا.
(c) وقعة صفين: نفديه، ابن أعثم: عندنا محببًا .. نفديه.
(d) وقعة صفين وابن أعثم: ولا نُبقي أَبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>