للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحُسَين مُحَمَّد بن أحْمَد بن جُمَيْع الصَّيْدَاوِيّ (١)، قال: حَدَّثَنَا حَيَّان بن بِشْرٍ الأسَدِيّ بالمِصِّيْصَة، قال: حَدَّثَنَا أحْمَدُ بن حَرْب، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ المَجِيْد بن عَبْد العَزِيْز بن أبي رَوَّاد، قال: حَدَّثَنَا ابن جُرَيْج، عن حَبِيْب بن أبي ثَابِت، عن عَاصِم بن ضَمْرَة، عن عليّ بن أبي طَالِب (٢)، قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّم: مَنْ أحَبَّ أنْ يُمَدَّ في عُمره، ويُبْسَط له في رِزْقه، ويُسْتَجابَ له دُعَاؤُه، وتُصْرَف عنه مِيْتة السَّوْء، فليتَّق اللهَ، وليَصِل رَحمَهُ.

قَرأتُ في كتاب القُضَاة للحَافِظ عَبْد الغَنِيّ بن سَعيد (٣)، قال: حَيَّان بن بِشْر بن حَيّان بن بِشْر بن حَيَّان، يُكْنَى أبا بِشْر، قال لي عُمَر بن مُؤَمَّل: هو من رَهْط بِشْر بن مُوسَى بن صالح بن شَيْخ بن عُمَيْرة بن حَيَّان، وكان في الزُّهْدِ على غايةٍ، وكان يَخْرُجُ وهو قاضٍ إلى البَاقِلَّانِيّ فيَشْتَري البَاقلَّاءَ في قَصْعَة ويَرْجع إلى بيتِه، وجئتُ يوْمًا إلى حَيَّان بن بِشْر في علَّة مَوْته وقد بَقي عليَّ من كتاب وَكِيع شيء، وإذا هو يطلبُ قَارُورَة البَوْلِ، فلمَّا رآني قال: نَاوَلني إيَّاها فناوَلتُه، فتَذَّمم لي، فقال: ما جاءَ بكَ؟ قلتُ: أُريدُ تَمَام كتاب وَكِيع، فقال: اقْرأ، فقَرَأتُ جَمِيع ما بقي عليّ، فلمَّا أردْتُ أنْ أَقُومَ قُلْتُ لهُ: يا سَيِّدِي، لك حاجَةٌ؟ قال: نَعَم، قُلتُ: ما هي؟ قال: لا تُرِني وَجْهَكَ بعدَ اليَوْم! قُلتُ: نعم، فما رآني حتَّى مات.

قال عَبْد الغَنِيّ: وقال لي عُمَر بن المُؤَمَّل: جاءَ رَجُلٌ إلى حَيَّان بن بِشْرٍ ونحنُ عندَهُ نَسْمَعُ منه تَارِيْخ يَحْيَى بن مَعِيْن، فقال له: ما اسْمُكَ؟ قال: مُحَمَّد، قال: ابن مَنْ؟ قال: إبْراهيم قال: ابن مَنْ؟ قال: ابن مُحَمَّد، قال: ابن مَنْ؟ قال: ابن إبْراهيم، قال: وأيْشٍ صَنْعَتُكَ؟ قال: بَيْطَار، قال: وأبُوكَ؟ قال: بَيْطَار، قال: وجَدُّكَ؟ قال: بَيْطَار،


(١) ابن جميع الصيداوي: معجم الشيوخ ٢٦٢ - ٢٦٤.
(٢) المستدرك للحاكم ٤: ١٦٠ (وانظر بذيله تلخيص المستدرك)، مجع الزوائد ٨: ١٥٢ - ١٥٣، وانظر: المسند الجامع ١٣: ٣٢٨ - ٣٢٩ (رقم ١٠٢٢٨).
(٣) تقدم التعريف بكتاب الأزدي "القضاة" في الجزء الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>