تقول هذا!؟ فواللهِ ما فيَّ عَمُودُ الجَمَالِ ولا رداؤُه ولا برْنُسُه، فأمّا عَمُودُ الجَمَالِ فالطُّوْلُ، وأمَّا ردَاؤُه فالبَيَاضُ، وأمَّا برْنُسُه فسَوَادُ الشَّعرِ، وأنا أَصْلَعُ آدَمُ قَصِير، لكن قولي: إنَّك لحلوٌ.
وقال ابن مَرْوَان (١): وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُوسَى البَصْرِيّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَلَّام الجُمْحَيّ (a)، قال: قيل لخالِد بن صَفْوَان: ما لكَ لا تُنْفِق؛ فإنَّ مالَك عَرِيضٌ؟ فقال: الدَّهْر أعْرَض منهُ، فقيل: كأنَّك تأمُلُ أنْ تَعِيْش الدَّهْر كُلَّهُ، فقال: ولا أخَاف أنْ أمُوْتَ في أوَّلهِ.
أنْبَأنَا سَعيد بن هاشِم بن أحْمَد، عن مَسْعُود بن الحَسَن الثَّقَفِيّ، قال: أنْبَأنَا أحْمَدُ بن عليّ، قال: أخْبرَني أبو الحَسَن الجَوَالِيْقِيّ في كتابهِ، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن علي الخَزَّازُ، قال: حَدَّثَنَا عبد اللّه بن بَحْرٍ، قال: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن عَبْد الحَكَم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو الوَرَّاق، عن عليّ بن مُحَمَّد القُرَشِيّ المَدَائِنِيّ، قال: كان خَالِد بن صَفْوَان إذا أخَذَ جَائزته قال للدَّرَاهِم: أمَا والله لأُطِيْلنَّ ضَجعتَكِ، ولأُدِيمنَّ صَرْعتكَ.
قال: وأتَى خالِد بن صَفْوَان رَجُلٌ فسَألَهُ فأعْطاه دِرْهمًا، فقال له: سُبْحَان اللهِ يا أبا صَفْوَان؛ أسْألكَ فتُعْطيني دِرْهمًا! فقال له خَالِد: يا أحْمَق، أمَا تَعْلم أنَّ الدِّرْهَم عُشْرُ العَشرة، والعَشْرة عُشْر المائة، والمائة عُشْر الألف، والألف عُشْر العَشْرة آلاف، ألَا تَرَى كيفَ ارْتَفع الدِّرْهَم إلى ديَّة المُسْلم، واللهِ ما تَطِيْبُ نَفْسِي بدِرْهَم أُنْفِقه إلَّا دِرْهمًا قرعتُ به بابَ الجَنَّة، أو دِرْهمًا أشْتَري به مَوْزًا فآكلهُ.
(a) في الأصل: الحمصي، وابن سلام بصريّ وليس حمصي، والمثبت موافق لما في المجالسة وتاريخ ابن عساكر.