للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفًا كُلّهم قد بايَعَ بَيْعَة المَوْت، مَنْ يُطِيق هؤلاء؟ فقال له عَمْرو: اضْربهم بمثلهم من قَوْمهم، فأرْسَل إلى عَضَاةٍ - أو قال: ابن عَضاة - فأخْبَرهُ عن الهَمْدانِيّ وأصْحَابه، وقال: ما عندك؟ قال: ألْقَاهم بمثْل عُدَّتهم من هَمْدَان.

قال: فخَرَج إليهِ قَبَائِل من هَمْدَان فخَطَبَهم مُتَوِكِّئًا على قَوْسه، [فذَكَرَ عُثْمان] (a) وما انْتُهك من حُرْمته، ورَكِبَ به - يعني فبكوا حتَّى نشجُوا (b) - ثُمَّ ذَكَر الّذين قتلُوه، وأنَّهُ يحقّ (c) على كُلّ مُسْلم أنْ يَطْلب دَم عُثْمان، والقَوَد (d) من قلته، ونحو هذا (e) من الكَلَام، وإنَّ الهَمْدانِيّ قد بايَعه منكم، فأخْبَرهُم بما صَنَعُوا، فما عندكم؟ قالوا: عندنا أنْ نلقاهم بَيْعَة المَوْت، قال: بَيْعَة المَوْت؟ قالوا: بَيْعَة المَوْت، فأعادَها، قال: بَيْعَة المَوْت؟ قالوا: بَيْعَة المَوْت، فأعادَها ثمّ اسْتَدَار على قَوْسه، ووَثبوا وَثْبة رَجُلٍ، فاسْتَداروا مَرَّات، واعْتَنَق بعضُهم بَعْضًا، وبَكَل بعضُهم إلى بعضٍ، فغَدَا الهَمْدانيّ في أصْحَابه، فاقْتَتَلُوا فيما بين أوَّل النَّهَار إلى صلاة العَصْر، فما انْهَزم هؤلاء ولا هؤلاء، فأرْسَلٍ عليّ إلى مُعاوِيَة يُنَاشدُهُ الله في البُعْثَة (f) إلى كَفِّ أصْحَابهِ، ويكفّ أصْحَابَهُ، فلم ينل مُعاوِيَة يَكُفّ أصْحَابه وبنعُهم، وعليّ بمثل ذلك حتَّى حَجَزُوا بينَهم.


(a) إضافة لازمة من تاريخ ابن عساكر.
(b) في تاريخ ابن عساكر: يعني قتلوا حتَّى نسخوا؟!
(c) ابن عساكر لحقّ.
(d) مهملة في الأصل، والمثبت من ابن عساكر، والقود: القصاص.
(e) ابن عساكر ونحوًا من هذا.
(f) ابن عساكر: البقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>