للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو طَالِب مُحَمَّد بن عليّ الكَتَّانِيّ (a) إجَازَةً، قال: أنْبَأنَا أبو الحُسَين المُبارَك بن عَبْد الجَبَّارِ الصَّيْرَفِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو القَاسِم عليّ بن المُحَسِّن التَّنُوخِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبي أبو عليّ المُحَسِّن بن عليّ بن مُحَمَّد (١)، قال: أخْبَرَنِي مُحَمَّد بن الحَسَن -يعني: ابن المُظَفَّر الكِاتِب اللُّغَويّ المَعْرُوف بالحَاتِمي- قال: أخْبَرَنِي أبو بَكْرٍ الصُّوْلِيّ. قال التَّنُوخِيّ: وهو فيما أجَازَهُ لي أبو بَكْرٍ الصُّوْلِيّ، وقد ذَكَرَهُ في شِعْر أبي تَمَّامٍ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القَاسِم بن خَلَّاد، قال: رَفعَ بعضُ العُمَّالِ إلى المُعْتَصِم، وكان يَلى الخَرَاج في مَوضِعٍ يَلي فيه خَالِد بن يَزِيد الحَرْبَ، أنَّ خَالِد بن يَزِيد اقْتَطَع الأمْوَال واحْتَجَز (b) بعضها، فغَضِبَ المُعْتَصِمُ وحَلَفَ ليأخُذَنَّ أمْوَالَ خَالِد ولينْفِيَنَّهُ ويُعَاقبنَّهُ، فلجأ خَالِدٌ إلى أحْمَد بن أبي دُؤَاد القَاضِي، فاحْتَال حتَّى جَمعَ بينه وبين خَصْمه فلَم تَقُمْ على خَالِدٍ حُجَّة، فعَرَّفَ المُعْتَصِمَ ابنُ أبي دُؤَادٍ ذلك، وشفَعَ إليهِ في خَالِد، فلم يُشَفِّعْهُ، وأُحْضِر خَالِدٌ وأُحْضرَتْ آلاتُ العُقُوبَةِ، وقد كان قَبْلَ ذلك قَبَضَ أمْوَالَهُ وضِيَاعَهُ وصَرَفَهُ عن العَملِ، وحَضر ابن أبي دُؤَادٍ المَجْلِس، فجلَسَ دون مَجْلسِه الّذي كان يَجْلِسُ فيه، فقال له المُعْتَصِم: ارْتَفعِ إلى مكانكَ، فقال: يا أَمِيرَ المُؤْمنِيْن، ما أسْتَحقُّ إلَّا دُونَ هذا المَجْلِس، قال: وكيف؟ قال: النَّاسُ يَزْعُمُون أنَّهُ ليس مَحَلِّي مَحَلُّ مَنْ يُشَفَّعُ في رَجُلٍ قُرِفَ بما لَم يَصِحِّ، قال: فارْتَفع إلِى مَوضِعكَ، قال: مُشَفّعًا أو غير مُشَفّع؟ قال: بل مُشَفّعًا، قد وَهَبْتُ لك خَالِدًا ورَضِيْتُ عنه، قال: إنَّ النَّاس لا يَعْلَمُون بهذا، قال: قد رَدَدْتُ عليه أعْمَالَهُ وضِيَاعَهُ وأمْوَالَهُ، قال: ويُشَرِّفه أَمِير المُؤْمنِيْن بخِلَعٍ تَظْهر للعامَّة، فأمرَ أنْ تُفَكَّ قُيُودهُ، ويُخْلَعَ عليه،


(a) مهملة في الأصل، وتقدمت في العديد من المواضع.
(b) في النشوار والفرج بعد الشدة والمستجاد: احتجن.

<<  <  ج: ص:  >  >>