أخْبَرَنا رَشَاء بن نَظِيف بن مَا شَاء الله، قال: أخْبَرَنا أبو مُسْلم مُحَمَّد بن أحْمَد بن عليّ، قال: قَرَأتُ على أبي بَكْر مُحَمَّد بن القَاسِم الأنْبارِيّ، قال: حَدَّثَني أبي، قال: حَدَّثَنَا أبو زَيْد عُمَر بن شَبَّة، قال: حَدَّثَنَا أبو غَسَّان المَدَنِيّ، قال: أجْرَى عَبْدُ الله بن يَزِيد بن مُعاوِيَة الخَيْل مع الوَلِيد بن عَبْد المَلِك، فسَبَقَه عَبْدُ الله، فدَخَل الوَلِيد على خَيْل عَبْدِ الله فعَقَرها، فجاءَ عَبْدُ الله خَالِدًا أخاهُ، فقال: ألَم تَرَ أنِّي سَابقْت الوَلِيدَ فسَبَقْتُه فعَقَر خَيْلي، والله لهمَمْتُ بقَتْلِهِ (a)، قال: فدَخَل خَالِدٌ على عَبْد المَلِك فقال: يا أمِير المُؤْمنِيْن، أتاني عَبْدُ اللهِ فَحَلفَ لَهَمَّ بقَتْلِ الوَلِيدِ، فقال عَبْدُ المَلِك: ولِمَ يَقْتُلُه؟ قال: سَابقَهُ فسَبَقَهُ، فدَخَلَ على خَيْلِهِ فعَقَرها، فقال عَبْد المَلِك:{إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}(١)، فقال خَالِد: يا أَمِير المُؤْمنِيْن، أقرأ الآية الأُخْرى:{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}(٢)، فقال عَبْد المَلِك: أمَا والله لنِعْم المرءُ عَبْد الله على لَحْنٍ فيه، قال: أفعلى لَحْن ابْنك تُعَوِّل؟ قال: إنَّ أخا الوَلِيد سُليْمان، قال: وأخُو عَبْدِ الله خَالِد، قال: مَدَحت والله نَفسَكَ يا خَالِد! قال: وقَبْلي واللهِ مَدَحْتَ (b) نَفْسَكَ يا أَمِير المُؤْمنِيْن، قال: ومَتى؟ قال: حين قُلتَ: أنا قَاتِلُ عَمْرو بن سَعيد، قال: حَقٌّ والله لمَن قَتَلَ عَمْرًا أنْ يَفْخر بقَتْله، قال: أمَا والله لَمَرْوَان كان أطْوِلَهُما باعًا، قال: أمَا إنّي أرَى ثَأري فىِ مَرْوَان صَبَاح مَسَاء، ولو أشاءُ أنْ أُزيلَهُ لأزَلْتُه (c) - وعَني بقَوْلِه أنَّ أُمَّ خَالِد قَتَلَتْ مَرْوَان- قال: إذا شئْت أنْ تُطفيء نُوركَ فافْعَل! قال: ما جَرَّأك عليَّ يا خَالِدُ؟ خَلِّني عنك! قال: لا والله ما قال الشَّاعرُ: [من الخفيف]