للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظَفَرَ الشَّوْقُ بقَلْبٍ كَمِدٍ … فيك والسُّقَم بجِسْمٍ نَاحِلِ

فهما بين اكْتِئابٍ وبَلىً … تَرَكَاني كالقَضِيْب الذَّابِلِ

وبَكَى العَاذِلُ لي من رَحْمَةٍ … فبُكَائي لبُكَاءِ العَاذِلِ

فاسْتَمْلَح ذلك، ووَصَلنِي.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور القَزَّازُ، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن عليّ (١)، قال: أخْبَرَنا عليّ بن أبي عليّ، قال: حَدَّثَنَا الحُسَين بن مُحَمَّد بن سُلَيمان الكَاتِبُ، قال: حَدَّثَني أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد المَعْرُوف بابنِ السَّقَّاء الوَاسِطيِّ بها، قال: حَدَّثَني حَجْظَة، قال: قال لي خَالِدٌ الكَاتِبُ: أضقْتُ حتَّى عدمْتُ القُوْتَ أيَّامًا، فلمَّا كان في بَعْضِ الأيَّام بين المَغْرب وعِشَاءِ الآخرة، فإذا بابي يُدَقُّ، فقُلتُ: مَنْ هذا؟ فقال: مَنْ إذا خَرَجْتَ إليه رَأيتَهُ! فَخَرَجْتُ فرأيتُ رَجُلًا رَاكبًا على حِمَارٍ، عليه طَيْلَسَانٌ أسْوَدُ، وعلى رَأسِه قَلَنْسُوَةٌ طَوِيلَةٌ، ومعه خَادِمٌ، فقال لي: أنت الّذي تقُول (٢): [من المنسرح]

أقُولُ للسُّقْمِ عُدْ إليَّ بَدَني … حُبًّا لشيء يكُونُ من سَبَبك

قال: قُلتُ: نعم، قال: أُحبُّ أنْ تَنْزل لي عنه، فقُلتُ: وهل يَنْزلُ الرَّجُلُ عن ولدِه؟ فتَبَسَّم، ثُمَّ قال: يا غُلَام أعْطِهِ ما معَكَ، فأوْمَأ إليَّ بصُرَّةٍ في دِيْبَاجةٍ سَوْداء مَخْتُومَة، فقُلتُ: إنِّي لا أقْبَلُ عَطَاءَ مَنْ لا أعْرِفُهُ، فَمن أنتَ؟ قال: أنا إبْراهيمُ بن المَهْدِيّ.

أخْبَرَنا أبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَحْمُود السَّاوِيّ الصُّوْفيّ السَّاوِيّ (a)، قال: أخْبَرَنا


(a) كذا في الأصل مكررًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>