للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَدِمَ مَنْبِج بعد زَوَال مُلكْه، وله إقَامَةٌ بها، وذَكَرَ ذلك في شِعْره، وزوَّج ابْنَتهُ من مَحْمُود بن نَصْر بن صالِح، فأوْلدها ابنه سَابِق، وصعدَ بَهَاءُ الدَّوْلَة ابنه إلى الدِّيَار المِصْرِيَّة وعاد منها إلى حَلَب، فأقام بها مُدَّةً حين وَليها ابنُ أُخْته سَابِق بن نَصْر بن مَحْمُود المِرْدَاسِيّ الكِلَابيّ.

وكان المَلِك العَزِيز يُحبّ الأدَبَ وأهلَهُ، وصنَّف له أبو الحَسَن مُحَمَّد بن عليّ بن نَصْر الكَاتِب كتاب المُفَاوَضَة في نحو ثلاثين كُرَّاسَةً.

رَوَى عنهُ شَيئًا من شِعْره أبو الحَسَن عليّ بن الحَسَن الكَاتِب، وأبو البَرَكَات المُظَفَّر بن سَعْد بن مُحَمَّد المَوْصِليِّ ووُلِد بالبَصْرَةِ في يَوْم الجُمُعَة التَّاسِع عَشر من صَفَر سَنَة سَبْعٍ وأرْبَعِمائة.

واخْتَلفَ النَّسَّابُونَ في بني بُوَيْه؛ فقيل: إنَّهُم يَنْتَسِبُونَ إلى تَمَام بن كُوهِيّ، وبنو كُوهِيّ عَشِيرةَ تَرْجع إلى يَزْدَجِرْد المَلِك المَعْرُوف بالأثيم ابن المَلِك سَابُور الثَّاني ابن المَلِك سَابُور الأوَّل ذي الأكْتَاف ابن المَلِك هُرْمُز ابن المَلِك نَرْسي (a) بن بَهْرَام المَلِك الثَّاني ابن بَهْرَام المَلِك الأوَّل ابن هُرْمُز المَلِك ابن سَابُور الجنُود المَلِك ابن أَرْدَشِيْر المَلِك الجاَمع -مَلك فَارِس بعد الفرْقَة، وقَاتِل مُلُوك الطَّوَائف ووَاضِع أدَب الفُرْس- ابن بَابَك شَاه ابن سَامَان الأصْغَرِ الرَّاجعِ بنسَبهِ إلى كُيُومَرَت (b) ابن نقِّيس بن إسْحاق بن إبْراهيم، ويُقالُ إنَّهُم يَرْجعُون بنسَبهم إلى الدَّيْلَم بن بَاسِل بن ضَبَّة بن أُدّ بن طَابِخَة بن إلْيَاس وهو خِنْدِف.

وأبو إسْحاق الصَّابِئ الكَاتِب اعْتَمد على الأوَّل، وهو الّذي ذَكَرناهُ في نَسَب المَلِك العَزِيز في هذه التَّرْجَمَة.


(a) الأصل: برسا، وتقدم التعليق عليه.
(b) في أدب الخواص ١٤٨: جُيُومرَث.

<<  <  ج: ص:  >  >>