وقد رَواهُ إبْرَاهِيْم بن الحُسَيْن، فيما أُجيز لنا بالإسْنَاد المُتَقدِّم إليه، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ في عُمَر في أَبَان، قال: أخْبرنا النَّضْرُ بن مَنْصُور، عن أبي الجنُوِب، قال: شَهِدْتُ مع عليّ صِفِّيْن، قال: فأَسَرَ عليّ من أصْحَاب مُعاوِيَة خَمسَة عَشَر رجُلًا جَرْحَى، فلم يزل يُدَاويهم، يموتُ واحدٌ بعدَ واحدٍ، يكفِّنهم ويُصَلِّي عليهم ويَدْفنهم.
أنْبأنَا ابن طَبرزَد، قال: أنْبَأنَا أبو غَالِب أحمدُ بن الحَسَن بن البنَّاءِ، قال: أخْبَرنا أبو غَالِب مُحمَّد بن أحمد بن بِشْرَان إجَازَةً، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن المَرَاعِيشِيّ، وأبو العَلاءَ عليِّ بن عَبْد الرَّحْمن بن غَيْلَان الوَاسِطِيّ، قالا: أخْبَرَنا أبو عَبْد الله إبْرَاهِيْم ابن مُحمَّد بن عرَفَة نِفْطَوَيْه، قال: حَدَّثَنَا العبَّاسُ بن مُحمَّد، قال: حَدَّثَنَا كَثِيْرُ بن هِشَامٍ، عن جَعْفر بن بُرْقَان، عن عَمْرو بن مَيْمُون، عن أبي أُمَامَةَ، قال: شَهِدْتُ مع عليّ بن أبي طَالِب صِفِّيْن، فكانوا لا يُجْهِزُونَ على جَريح ولا يتَبِعُون مُوَلِّيًا.
قُلتُ: وهذا كلّهُ حُكم أهْل البَغي، ولهذا قال أبو حَنِيفَة: لولا ما سار عليّ فيهم ما علم أحَدُ كيفَ السِّيرة في المُسْلِمِيْن.
أنْبَأنا أحمد بن أبي اليُسْر بن أبي المجد التَّنُوخيّ، قال: أخْبَرنا أبو مُحمَّد النَّحْويّ كتابةً، قال: أخْبَرَنا مُحمَّد بن مُحمَّد بن الحسُيْن، قال: أخْبَرَنَا أبو عليّ بن شَاذَان، أخْبَرنَا أبو الحَسَن أحمدُ بن إسْحَاق بن نِيْخَاب الطِّيبيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو إسْحَاق إبْرَاهِيم ابن الحُسَيْن بن عليّ الهَمَذَانِيّ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سُلَيمان، قال: حدَّثَنَا هُشَيْم بن بَشير، عن العَوَّام بن حَوْشَب، عن بَعْضِ أشْياخِهِ، قال: لمَا كان المُوادَعَة بين عليّ ومُعاوِيَة تَوَادَعًا إلى رَأس الحَول بدُومَة الجَنْدَلِ.
قال: وكان أصْحَابُ عليِّ يُصَلُّونَ خَلْف أصْحَاب مُعاوِيَة، وكان أصْحَاب مُعاوِيَة لا يُصَلُّونَ ظفَ أصْحَابَ عليّ، فذَكَرَ ذلك أصْحَابُ عليّ لعَليّ، فقال لهم: إذا اسْتَقبلُوا بكم القِبْلَة، وقرأوا بكم القُرآنَ، فصَلُّوا خَلْفَهُم.