للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَاءه رَجُلٌ فقال: هل تَعْلم أحَدًا أعْلَم منكَ؟ قال: لا، فأوْحَى اللَّهُ إلى مُوسَى: بلى (a) عَبْدُنا خَضر، فسَأل موسَى السَّبِيْل إليهِ، فَجَعَل له الحُوْتَ آيةً، وقيل له: إذا فَقَدْتَ الحُوْتَ فارْجِع فإنَّكَ سَتَلْقَاهُ، فكان يتبَع الحُوْتَ في البَحْر، فقال لمُوسَى فَتَاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} (١)، فقال مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} (٢)، فوَجَدَا خَضِرًا، فكان من شَأنهما الّذي قَصَّ اللَّهُ في كِتَابهِ (٣).

أخْبَرَنَا أبو سَعْد ثَابِت بن مُشَرَّف، قال: أخْبَرَنَا عَبْدُ الأوَّل بن شُعَيْب السِّجْزِيّ، قالْ أخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمن بن مُحَمَّد بن المُظَفَّر، قال: أخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّه بن أحْمَد الحَمُّوِيّ، قال: أخْبَرَنَا إبْراهيمُ بن خُرَيْم الشَّاشِيّ، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ بن حُمَيْد (٤)، قال: أخْبَرَنَا عُبَيدُ اللَّه بن مُوسَى، عن إِسْرَائِيل بن يُونُسُ، عن أبي إسْحَاق، عن سَعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاسٍ وكُنَّا عندَهُ، فقال القَوْمُ: إنَّ نَوْفَ الشَّامِيِّ يَزْعُمُ أنَّ الّذي ذَهَبَ يَطْلُبُ العِلْمَ ليسَ بمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيل، قال: وكان ابنُ عبَّاسٍ مُتَّكِئًا فاسْتَوى جالِسًا، فقال: كذلك يا سَعيدُ بن جُبَيْر؟ قُلتُ: أنا سَمِعْتُه يقُول ذلك، قال ابنُ عبَّاسٍ: كَذَبَ نَوْفٌ، حَدَّثَني أُبَيُّ بن كَعْب أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم يقُول: رَحْمَةُ اللَّه عَلينا وعلى مُوسى، لولا أنَّهُ عَجَل واسْتَحْيا وأَخَذَته دمَامةٌ من صَاحِبه، فقال له: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي} (٥) لرَأى من صَاحِبهِ عَجَبًا.

قال: وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إذا ذَكَرَ شَيْئًا عن الأنْبِياء (b) بَدأ بنفْسِه، فقال: رَحْمَةُ اللَّه علينا وعلى صَالِح، رَحْمَةُ اللَّه علينا وعلى أخي عَادٍ، ثُمَّ قال: إنَّ


(a) ابن عساكر: بل.
(b) في مسند ابن حمد: إذا ذكر نبيًا من الأنبياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>