للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَيّ بالخَيْفِ خيالًا زارَ وَهْنا … أخَذَ الخَوْفَ وأَعْطى الصَّبَّ أَمْنَا

أَرْسَلَ النَّوْمَ غِرَارًا رَيْثَما … بَذَلَ الوَصْلَ غُرُورًا واسْتَسَنَّا

يا لَهُ مِن طَارِقٍ تَحتَ الدُّجَى … كِدْتُ أحْظَى بالتَّمَنِّي لو تَأنَّى

يا أُصَيْحَابي علي الحُبِّ أمَا … من مُعِيْنٍ لفَتًى أضْحَى مُعَنَّى

كُلَّما رَاوَحَ أرْوَاحَ الصَّبَا … رَاحَ ذا شَوْقٍ إلى الإلْفِ وَحَنَّا

يَتَسَلَّى بأكاذِيْبِ المُنَى … فإذا جَنَّ عَليهِ اللَّيْلُ جُنَّا

لَائمي في الحُبِّ حَسْبي كَلَفي … لا تَزِدْني بَعْدَهُمْ شَوْقًا وحُزْنا

مُقْلَتي عَبْرَى علَيهِمْ أسَفًا … لَم تَذُقْ طَعْمَ الكَرَى والجِسْمُ مُضْنَى

لا تُخوِّفني تَلَافي في الهَوَى … فإذا مُتُّ خَلِيًّا متُّ غَبْنَا

آهِ وَا لَهْفي على عَيْشٍ مَضَى … في الحَمِى ما كان أصْفَاهُ وأَهْنَا

حَيْثُ صرْفُ الدَّهْرِ في غَفْلَتِهٍ … صَارِفًا وجْه النَّوَى والبَيْنِ عنَّا

وقَضِيبٍ تَحْتَ بَدرٍ في دُجًى … يُخْجِلُ الأغْصَانَ حُسْنًا إنْ تَثَنَّى

ما جَنَى باللَّحْظِ من وَجْنَتهِ … لَحْظُ مَفْتُونٍ بِهِ إلَّا تَجَنَّى

تارةً ألْثَمُ منهُ قَمَرًا … وإذا مَاس صِبًا ألْزَمُ غُصْنَا

أَحْسَنَتْ حُسْنٌ وجُمْلٌ أجْملَتْ … وَرِضًى أرضَتْ ولبْنَايَ بلُبْنَى

بَذَلَتْ سِرَّ الهَوَى مَازحَةً … وكَتَمْنا الحُبَّ إجْلَالًا وَصُنَّا

وادَّعَتْ إنْصَافَنا ظَالِمةٌ … فسَقَى اللَّهُ الحَيَا الظَّالِمَ منَّا

كُلَّما جَارَتْ عَدَلْنَا طاعةً … أو دَعَتْنَا لتَبَارِيْحٍ أجَبْنَا

ودَلِيْلُ الصِّدْقِ في الحُبِّ لَها … كُلَّما عزَّتْ مَعَ الهِجْرانِ هُنَّا

أينَ قَلْبي ما أرَى قَلْبيْ مَعي … فَارَقَ الصَّدْرَ ضحًى لمَّا افْتَرَقْنا

أيُّها السَّارِي على عَيْرَانَةٍ … يَقْطَعُ الِبيْدَ بها سَهْلًا وَحَزْنا

زُرْ دِمَشْقًا إنْ تَرُمْ رِفْدًا فَما … بَعْدها للمُسْتَفِيْدِ الرَّفْدِ مَغْنَى

<<  <  ج: ص:  >  >>