حَيّ بالخَيْفِ خيالًا زارَ وَهْنا … أخَذَ الخَوْفَ وأَعْطى الصَّبَّ أَمْنَا
أَرْسَلَ النَّوْمَ غِرَارًا رَيْثَما … بَذَلَ الوَصْلَ غُرُورًا واسْتَسَنَّا
يا لَهُ مِن طَارِقٍ تَحتَ الدُّجَى … كِدْتُ أحْظَى بالتَّمَنِّي لو تَأنَّى
يا أُصَيْحَابي علي الحُبِّ أمَا … من مُعِيْنٍ لفَتًى أضْحَى مُعَنَّى
كُلَّما رَاوَحَ أرْوَاحَ الصَّبَا … رَاحَ ذا شَوْقٍ إلى الإلْفِ وَحَنَّا
يَتَسَلَّى بأكاذِيْبِ المُنَى … فإذا جَنَّ عَليهِ اللَّيْلُ جُنَّا
لَائمي في الحُبِّ حَسْبي كَلَفي … لا تَزِدْني بَعْدَهُمْ شَوْقًا وحُزْنا
مُقْلَتي عَبْرَى علَيهِمْ أسَفًا … لَم تَذُقْ طَعْمَ الكَرَى والجِسْمُ مُضْنَى
لا تُخوِّفني تَلَافي في الهَوَى … فإذا مُتُّ خَلِيًّا متُّ غَبْنَا
آهِ وَا لَهْفي على عَيْشٍ مَضَى … في الحَمِى ما كان أصْفَاهُ وأَهْنَا
حَيْثُ صرْفُ الدَّهْرِ في غَفْلَتِهٍ … صَارِفًا وجْه النَّوَى والبَيْنِ عنَّا
وقَضِيبٍ تَحْتَ بَدرٍ في دُجًى … يُخْجِلُ الأغْصَانَ حُسْنًا إنْ تَثَنَّى
ما جَنَى باللَّحْظِ من وَجْنَتهِ … لَحْظُ مَفْتُونٍ بِهِ إلَّا تَجَنَّى
تارةً ألْثَمُ منهُ قَمَرًا … وإذا مَاس صِبًا ألْزَمُ غُصْنَا
أَحْسَنَتْ حُسْنٌ وجُمْلٌ أجْملَتْ … وَرِضًى أرضَتْ ولبْنَايَ بلُبْنَى
بَذَلَتْ سِرَّ الهَوَى مَازحَةً … وكَتَمْنا الحُبَّ إجْلَالًا وَصُنَّا
وادَّعَتْ إنْصَافَنا ظَالِمةٌ … فسَقَى اللَّهُ الحَيَا الظَّالِمَ منَّا
كُلَّما جَارَتْ عَدَلْنَا طاعةً … أو دَعَتْنَا لتَبَارِيْحٍ أجَبْنَا
ودَلِيْلُ الصِّدْقِ في الحُبِّ لَها … كُلَّما عزَّتْ مَعَ الهِجْرانِ هُنَّا
أينَ قَلْبي ما أرَى قَلْبيْ مَعي … فَارَقَ الصَّدْرَ ضحًى لمَّا افْتَرَقْنا
أيُّها السَّارِي على عَيْرَانَةٍ … يَقْطَعُ الِبيْدَ بها سَهْلًا وَحَزْنا
زُرْ دِمَشْقًا إنْ تَرُمْ رِفْدًا فَما … بَعْدها للمُسْتَفِيْدِ الرَّفْدِ مَغْنَى