خمسٍ وثلاثين سنة أو ستٍّ وثلاثين أو سَبعٍ وثلاثين، فإنْ يَهلكُوا فسَبِيْل مَنْ هَلَك، وإنْ يَقُم لهم دينهُم يَقُمْ سَبْعِين عامًا. قال عُثْمانُ: يا نبيّ الله، ممَّا مَضَى أو ممَّا بقي؟ قال: ممَّا بقي.
وقال (١): حَدَّثَنَا إبراهِيم -يعني ابن دِيزيْل- قال: قالُوا: وسَار مُعاوِيَة حتَّى وَرَدَ صفِّيْن في النِّصْف من المحرَّم، فسَبَق إلى سهولةِ المَنْزل، وسَعَة المُنَاخ، وقُرْب الماءَ من الفُرَاتِ، وبَني قَصْرًا لبيت مَالهِ.
وقال إبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى -يعني ابنَ سُلَيمان- قال: حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ، عن أبي يوسف، عن المجالِد، عن عَامِر: أنَّ علِيًّا قَدِمَ صِفّيْن في المحرَّم سَنَة سَبعٍ وثلاثين، لسَبع أو ثمانٍ بقيَت من المحرَّم، فأقامُوا سَلخ المُحَرَّم، ثمّ اقتتَلُوا.
وذَكَرَ أبو يُوسُفَ أيضًا عن أبي بَكْر الهُذَلِيّ أنَّهم التقَوا في المُحَرَّم.
وقال إبْرَاهِيْم بن دِيْزِيْل: حَدَّثنا أبو اليَمَاَن الحَكَم بن نَافِع، قال: حدَّثَنا صَفْوَانُ ابن عَمْرو، قال: وكان أهلُ الشَّام ستِّين ألفًا، فقُتِلَ منهم عشرونَ ألفًا، وكان أهل العِرَاق مائةً وعشرين ألفًا، فقُتِلَ منهم أربعُونَ ألفًا.
وقَرأتُ في كِتاب صِفِّين، تأليف أبي جَعْفَر مُحمَّد بن خَالِد الهاشِميّ، قالُوا بإسْنَادهم عن أبي مِخْنَف لُوط بن يَحْيىَ: قال: حَدَّثني الحاَرِثُ بن كَعْب الوَالِبيّ، عن عَبْد الرَّحْمن بن عُبَيْد أبي الكَنُود، قال: نَزَل مُعاوِيَةُ بن أبي سُفْيان صِفِّيْن في ثلاثةٍ وثمانين ألفًا.
قال: وحَدَّثَني أبو مُسْهِرٍ، قال: سَمِعْتُ المَشَايخَ يقولُونَ ذلك أيضًا أنَّ مُعاوِيَةَ ابن أبي سُفْيان في ثلاثةٍ وثمانين ألفًا.
(١) انظر الخبر في التذكرة للقرطبي ٣: ١٠٨٥، بلا سند.