للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورَوَى عن عَبْد العَزِيْز بن سَهْل الخُوارَزْمِيّ، وأبي الفَوَارِس سَعْد بن مُحَمَّد بن الصَّيْفِيّ المَعْرُوف بالحَيْص بَيْص.

رَوَى عنهُ يَحْيَى بن أبي طَيّ النَّجَّار، وقَرأتُ بخَطِّ يَحْيَى المَذْكُور في تَعْلِيقٍ له: خَلِيل بن خُمَرْتكِيْن من أهْل حَلَب، وهو فَقِيةُ من فُقَهَاء الإمامِيَّة، رَحَلَ إلى خُرَاسَان، ودَخَلَ إلى الرَّيّ، وتَفَقَّهَ وأجَادَ في عِلْمِ الأُصول، وعادَ إِلى حَلَب، وكانَ مُقَدَّمًا عند المُلُوك، ورَحَلَ إلى مِصْر إلى طلَائِع بن رُزَّيْك وَزِير مِصْر، فأعْطَاهُ ألف دِيْنارٍ، فعَاشَ بها إلى أنْ ماتَ.

ولَقِي القُطْب الرَّاوَنْدِيّ، ورَوَى عنهُ جميعَ مُؤلَّفاتهِ ورِوَاياته، ورَوَى عن المَلِك الصَّالِح طَلَائِع بن رُزَّيْك كتابهُ الّذي ألَّفَهُ (١)، ولَم يَخْرُج عنهُ شيء من التَّصْنِيف غير مُقدِّمةٍ في الأُصُول.

ولَقِيتُه، وقَرَأتُ عليهِ، وأذنَ لى فى الرِّوَايَةِ عنه، وكان يَرْوي دِيْوَان الطُّغْرَائِيّ عن عَبْد العَزِيْز بن سَهْل الخُوارَزْمِيّ، عن الطُّغْرَائِيّ، وقد رَوَى شِعْر الحَيْص بَيْص سَمَاعًا منه، ورَوَى الكتاب الّذي ألَّفَهُ الوَزِير ابن هُبَيْرَة عنهُ.

وأنْشَدَني بها -يعني بحَلَبَ- أبْيَاتًا، فسَألتُه: أهِيَ لكَ؟ فسَكَت، فلمَّا مَاتَ وجَدتُها بخَطِّه وقد عَزَاها لنَفْسِه، وهي: [من الخفيف]

ما أَحبّ النَّبِيُّ مَنْ مَالَ عن حُـ … ـبّ عليٍّ أخيْهِ خَيْرِ الأنَامِ

كيفَ لا والنَّبِيُّ قد قال: حُبِّي … حُبُّ صِنْوي المُهَذَّبِ القَمْقَامِ

وقَبِيْحٌ تَهْوى من النَّاسِ شَخْصًا … ثُمَّ تَرْمِي مَحْبُوبَهُ بانْصِرَامِ

قال ابنُ أبي طَيّ: وتُوفِّيَ في -وبَيَّضَ وكَتَبَ بَعْدَهُ- وتِسْعِين وخَمْسِمائَة، ودُفِنَ بالتُّرْبَةِ المُسْتَجدَّة بمَشْهَد الحُسَين عليه السَّلام؛ يعني: بحَلَب.


(١) عنوانه: الاجتهاد في الرد على أهل العناد. انظر: الوافي بالوفيات ١٦: ٥٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>