الحاَرِث الجشُمِيّ، فنادَى: يا أهْل الشَّام، إنَّ أَمِير المُؤمِنِين عَلِيًّا وأصْحَابَ رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يقولونَ لكُم: إنَّا واللهِ ما كَفَفْنا عنكُم شَكًّا في أمْركم، ولا بُقْيَا عليكم، وإنَّما كَفَفْنا لدخُول (a) المُحَرَّم، وقد انْسَلَخ، وقد نَبَذْنا إليم على سواءِ، إنَّ الله لا يحبُّ الخائنين (١)، فتحاجزَ النَّاس وثَاروا إلى أُمَرائهم.
وقال: حَدَّثَنا يَحْيَى، قال: حَدَّثَنَا نَصْرُ (٢)، قال: حَدَّثَنَا عَمْرو بن شَمرِ، عن أبي الزُّبَيْر، قال: كانت وَقْعَةُ صِفِّيْن في صَفَر.
وقال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سُلَيمان الجُعْفِيِّ، قال: حَدَّثَني ابنُ وَهْب، قال: أخْبرَني يُونُسُ، عن ابن شِهَاب، قال: لَمَّا خَرَجَ عليّ بِمَنْ معَهُ يَؤُم مُعاوِيَة وأهْلَ الشَّام، وخَرَجَ إليهِ مُعاوِيَة بأهْلِ الشَّام حتَّى الْتَقَوا بصِفِّيْن، فاقْتتلُوا قتالًا شَديدًا لم تَقْتَتل الأُمَّة مثله قَط.
أخْبَرَنا أبو حَفْص عُمَر بن مُحمَّد المُؤَدِّبُ إذْنًا، عن أبي غَالِب أحمد بن الحَسَن ابن البَنَّاءَ، عن أبي غَالِب مُحمَّد بن أحمد، قال: أخْبَرنَا أبو ألحُسَيْن المَرَاعِيشِيُّ، وأبو العَلاءَ الوَاسِطِيُّ، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد اللهِ نِفْطَوَيْه، قال: وقال عَوَانَةُ بن الحَكَم: كانَتْ وَقْعاتُ صِحفِّيْن أرْبَعينَ وَقعَةً، كُلّها لأهْلِ العِرَاق على أهل الشَّام، فلمَّا خَافَ عَمْرو على أهلِ الشَّام، أشَار على مُعاوِيَة برفْعِ المَصَاحِفِ، فَفَتر أهلُ العِرَاق، ودَعوا إلى حُكم المَصَاحِفِ، وحُكِّم الحَكَمَان.