هَوَّنَ قَتْلِي عَلَيَّ عِلْمي … أنَّ قَتِيْل الهَوَى شَهِيْدُ
خُذَا دَمي مِن ظِبَاءِ نَجْد … فَلي علَيها بِهِ شُهُودُ
إنْ جَحَدَتْ سَفْكَهُ عُيُونٌ … فقَد أقرَّتْ بهِ خُدُودُ
غَوِيْتُ في الحُبِّ دُونَ صَحْبي … وَيْليَ مَنْ مِنهُمُ الرَّشِيْدُ
أهْلُ الهَوَى لا الشَّقِي مِنهُمْ … يَعْرِفُ أمنًا ولا السَّعِيْدُ
يا قَاسِيًا ما وَعَى اشْتِكائي … أَصَخْرةٌ أنْتَ أم حَدِيدُ
لانَ لكَ الصَّعْبُ مِن قيَادِي … وفي الهَوَى يَخْضَعُ الجَلِيدُ
يا مَنْ لَهُ عِزَّةُ المَوَالِي … رِفْقًا فقَدْ ذَلَّتِ العَبِيْدُ
وحَقِّ دِيْن الهَوَى يَمِيْنًا … آلَى بها المُدْنَفُ العَمِيْدُ
ما غَيَّرَتْ عَهْدِيَ اللَّيالِي … فيْكَ وَلا حالَتِ العُهُودُ
قالُوا: أتَى العِيْدُ، قُلْتُ: أهْلًا … إنْ جاءَ بالوَصْلِ فَهْوَ عِيْدُ
مَنْ ظَفَرتْ بالمُنَى يَدَاهُ … فكُلُّ أيَّامِهِ سُعُودُ
وأنْشَدَنا دَاوُد الطِّيْبِيّ أيضًا، وكَتَبهُ لي بخَطِّه، قال: أنْشَدَنا ابنُ المُعَلِّم لنَفْسِه: [من المنسرح]
كيف تُؤدِّي التَّحِيَّةَ الرُّسُلُ … ودُوْنَ لَيْلَى العَسَّالَةُ الذُّبُلُ
أم كيفَ يُلْحَى مَن بالغَرَام لهُ … دَمْعٌ وسَمْعٌ جَارٍ ومُعْتَقَلُ
هَانَ على العَاشِقِ الغَرَامُ فما … يُريدُ منهُ المَلَامُ والعَذَلُ
نَعَم، هيَ العَيْشُ للمُحبِّ وما … في ذاكَ لا مِرْيَةٌ ولا عَدَلُ
إنْ قَرُبَتْ فالسُّيُوفُ مُصْلَتَةٌ … تُبْطِلُ عنها ما يدَّعي البَطَلُ
أو سَمِحَتْ ضَنَّتِ الرِّمَاحُ بها … فجُودُها لامْتِناعِهَا بَخَلُ
عَزَّتْ فلَو جَاءَتِ الصَّبَا سَحَرًا … تَسْأَلُ عنها أَجَابَها الأسَلُ
تَعَافُها الأُسْدُ وَهْيَ آمِنةٌ … خَوْفًا فكَيفَ المُرَوَّعُ الوَجِلُ