للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجَارُود السُّلَميّ] (a)، قال: حَدَّثَني مُحَمَّد بن [أبي] (b) رَزِين الخُزَاعِيّ، قال: سَمِعْتُ دَاوُدَ بن عليّ حين بُوْيِعَ لبني العبَّاس وهو مُسْندٌ ظَهْرَهُ إلى الكَعْبَة، فقال: شُكْرًا شُكْرًا، إنَّا واللَّهِ ما خَرَجْنا لنَحْتَفر فيكم نَهْرًا، ولا نَبْني قَصْرًا، فذَكَرَ حِكايَة تَرَكْتُها لأنَّهُ صَحَّف فيه.

أنْبَأَنَا أبو رَوْح عَبْد المُعِزّ بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل، عن زَاهِر بن طَاهِر، عن أبي القَاسِم البُنْدَار، قال: أخْبَرَنَا أبو أحْمَد القَارئ كتابةً، قال: أخْبَرَنَا أبو بَكْر مُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّوْلِيّ إجَازَةً، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء بن دِيْنار، قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن جَعْفَر بن سُلَيمان، قال: حَدَّثَني مِنْهَال الطَّويل مَوْلَى دَاوُد بن عليّ، قال (١): لمَّا ظَهَرَ أبو العبَّاس بالكُوفَة، صارَ إلى المَسْجِد الجَامِع، فصَعدَ المِنْبَر، وصَعدَ عَمُّه دَاوُد بن عليّ، فصَارَ دُونَهُ بمَرْقاةٍ، وابتدأ فَحمِدَ اللَّه وصَلَّى على نَبيِّهِ عليه السَّلام، ثمّ أراد الكَلَام فلَم يُوَاته، فقال لدَاوُد بن عليّ: تكلمَّ، فقال دَاوُد: شُكْرًا شُكْرًا، إنَّا واللَّهِ ما خَرَجنا لنَحْتَفر منكم نَهْرًا، ولا لنَبْتني فيم قَصْرًا، ولا لنَسِيْر سِيَر الجبابِرَة الّذين سَامُوكُم الخسْفَ ومَنَعُوم النّصفَ، أَظَنَّ عَدُوُّ اللَّه مَرْوَان أنْ لن يُقْدَر عليه؟ أُرْخِي له في زمَامِهِ حتَّى عَثَر بفَضْل خِطَامِهِ، فالآن عادَ الأمُر إلى نِصَابهِ، وطَلَعَت الشَّمْسُ من مَطْلِعَها، وأخَذَ القَوْسَ بَارِيْها، وصَارَ السَّهْمُ إلى النَّزْعَةِ، ورَجَع الحَقُّ إلى مُسْتَقرِّه؛ إلى أهْل بيت نَبيِّكُم ووَرثَتْهُ أهْل الرَّأفَةِ والرَّحْمَةِ، واللَّهِ لقد كُنَّا نتوجَّعُ لكم، ونَتألَّمُ لاسْتَمرَار الظُّلْم عليكم، ونحنُ على فُرْشِنا، وفي مُسْتَحقِّنا


(a) عوض ما بين الحاصرتين في الأصل: "السلمت"، وفوقه "صـ"، والمثبت من كتاب ابن عدي، ويأتي اسمه صحيحًا في رواية تالية بالإسناد ذاته.
(b) إضافة من ابن عدي راوي الخبر، وتقدم على هذا النحو فيما سلف، وانظر الخبر بنصه في الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار ١٦٤، وتاريخ ابن عساكر ١٧: ١٦٤، وتاريخ الإسلام ٣: ٦٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>