للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمُلْكِ قَبْل أنْ يُوْلَد له وَلدٌ، ثمّ إنَّهُ أعْطاهُ البِيْرَة (١) والبَرْسَمان (٢) إقْطَاعًا ونِيَابَةً عنهُ، وأقامَ بالبِيْرَة إلى أنْ تُوفِّي المَلِكُ الظَّاهِر، فاسْتَقَلَّ بها مع عدَّة مَوَاضِع غيرها.

وأخْبَرَني أخُوه المَلِك المُحْسِن أبو العبَّاس أحْمَد أنَّ مَوْلد المَلِك الزَّاهِر دَاوُد بمِصْر لسَبْعٍ بَقِينَ من ذِي الحِجَّةِ من سَنَة ثَلاثٍ وسَبْعِين وخَمْسِمائَة.

وكان قد سَمِعَ الحَدِيْث من الفَضْل بن سُلَيمان بن البَانيِاسِيّ بدِمَشْق، وأجازَ لهُ جَمَاعَة من الشُّيُوخ: أبو مُحَمَّد بن بَرِّي، وأبو القَاسِم البُوْصِيرِيّ، وأبو عَبْد الله مُحَمَّد بن عليّ الحَرَّانيّ، وأبو الحُسَين أحْمَدُ بن حَمْزَة بن عليّ السُّلَمِيّ، ولا أعْلَمُ أنَّهُ حَدَّث بشيءٍ.

وتُوفِّيَ بقَلْعَة البِيْرَة في سَنَة اثْنَتَيْن وثَلاثين وسِّتمائة، واسْتَولَى ابنُ أخيهِ المَلِك العَزِيز مُحَمَّد بن غَازِي صَاحِب حَلَب على ما كان بيَدِه من المعَاقِل والحُصُون، وخَرَجَ إلى البِيْرَة بنفْسه، ورَتَّبَ فيها الوُلَاة من قِبَلِهِ.


= ٢١٢، سير أعلام النبلاء ٢٢: ٣٧٧، ٢٣: ١٨ (ذكر عارض في الموضعين)، الصفدي: الوافي ١٣: ٥٠٠ - ٥٠١، ابن أبي عذيبة: إنسان العيون ٢٧٦ - ٢٧٧، كتاب الحوادث لمجهول ١٠٤، الزركشي: عقود الجمان ورقة ١١٣ ب، ابن دقماق: نزهة الأنام ٦٤ - ٦٥، المقريزي: السلوك ١/ ١: ٢٥٠، النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ٢: ١٤٦ (وفيه: مجد الدين)، ابن العماد: شذرات الذهب ٧: ٢٦٠، مرتضى الزبيدي: ترويح القلوب في ذكر الملوك بني أيوب ٧٤ - ٧٥، الطباخ: إعلام النبلاء ٢: ٢٠٦، الزركلي: الأعلام ٢: ٣٣٦.
(١) البيرة: بلدة قرب الفرات في البر الشرقي، وفيها قلعة حصينة مرتفعة مبنية على الصخر، وهي إلى الشرق من قلعة الروم (جسر منبج)، وفي الجنوب والغرب عن سروج، وحدد ياقوت موضعها قرب سميساط بين حلب والثغور الرومية، وهذه غير البيرة التي تقدم ذكرها في الجزء الأول من نواحي تادف. ياقوت: معجم البلدان ١: ٥٢٦، ابن شداد: الأعلاق الخطيرة ٣/ ١: ١٢٠ - ١٢٣، أبو الفداء: تقويم البلدان ٢٦٨.
(٢) انظر كلام المؤلف على البرسمان في الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>