للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافِظُ (١): وبَلَغَني أنَّ سَبَب وَفَاتهِ أنَّهُ هَجَا مَالِك بن طَوْق التَّغْلِبِيّ، فبَعَثَ إليهِ رِجُلًا ضَمِنَ له عَشرة آلاف دِرْهَم، وأعْطَاهُ سُمًّا، فلم يَزَل يَطْلبُه حتَّى وَجَدَهُ قد نَزَل في قَرْيَةٍ بنوَاحِي السُّوْس، فاغْتَاله في وَقْتٍ من الأَوْقَاتِ بعد صَلَاةِ العَتَمَة فضَرَب ظَهْر قَدَمه بعُكَّازٍ لهُ زُجّ مَسْمُوم، فماتَ من غَدٍ، ودُفِنَ في تلك القَرْيَةِ، وقيل: بل حُمِلَ إلى السُّوْس فدُفِنَ بها.

أخْبَرَنا أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد بن طَبَرْزَد، قال: أخْبَرَنا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك بن خَيْرُون، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر أحْمَد بن عليّ بن ثَابِت الخَطِيبُ (٢)، قال: أخْبَرَنا بُشْرَى بن عَبْدِ الله الرُّوميّ، قال: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد بن يُوسُف الوَكِيل، قال: حَدَّثَني مُحَمَّد بن القَاسِمِ المَعْرُوف بابنِ أخي السُّوْس، قال: قال أبو القَاسِم إسْمْاعِيْل بن عليّ الخُزَاعِيِّ: وُلِدَ دِعْبِل سَنَة ثَمانٍ وأرْبَعين ومائة، وماتَ سَنَة ستٍّ وأرْبَعين ومَائتَيْن بالطِّيْب، فعاشَ سَبْعًا وتِسْعين سَنَةً وشُهورًا من سَنَة ثَمانٍ، ويُكْنَى بأبي عليٍّ، واسْمُه عبْد الرَّحْمن بن عليّ، وإنَّمَا لقَّبَتْهُ دَايَتُهُ لدُعَابَةٍ كانت فيهِ، فأرادَتْ ذِعْبلًا فأقْلَبَت (a) الذَّال دَالًا.

قَرَأتُ في تاريخٍ جَمَعهُ أبو غَالِب هَمَّام بن الفَضْل بن جَعْفَر بن عليّ بن المُهَذَّب التَّنُوخِيّ المَعَرِّيّ، ممَّا نَقَلَهُ من خَطِّ جَدّ أبيهِ عليّ بن المُهَذَّب ومن غيره (٣)، قال فيه: سَنَة عشْرين ومَائتَيْن، فيها قَتَلَ المُعْتَصِمُ دِعْبِل بن عليّ الخُزَاعِيّ لهِجَائه له، وكان قد اسْتَجار بقَبْر الرَّشِيْدِ بطُوْس فلَم يُجِره.

هكذا ذَكَرَ! والصَّحيحُ ما نُقِلَ عن ابن أخيه إسْمَاعِيْل بن عليّ.


(a) تاريخ بغداد: فقلبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>