للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على النَّاسِ زَمَان تحلّ فيه العُزْلَة، ولا يَسْلم لذي دِيْن دِيْنُه إلَّا مَنْ فَرَّ بدِيْنِه من شَاهِقٍ إلى شَاهِق، ومن جُحْرٍ إلى جُحْر، كالطَّيْر بفرَاخِهِ، وكالثَّعْلَب بأشْبَالهِ، ثُمَّ قال: ما أبْقَاه (a) ما أتْقاهُ في ذلك الزَّمان رَاعِيِ غَنَم أقامَ الصَّلاة بعِلْم (b)، ويُؤْتي الزَّكَاة، ويَعْتَزل النَّاس إلَّا من خَيْر، ولشَاةٌ عَفْرَاء أرْعَاهَا بسَلعٍ أحَبُّ إليَّ من مُلْك بني النَّضِيْر، وذلك إذا كان كَذَا وكذا.

قال أبو نُعَيْم: هذا حَدِيثٌ غَرِيْبٌ من حَدِيث الرَّبِيْع ومن حَدِيث الثَّوْرِيّ؛ لَم يَرْوه إلَّا [مَسْعَدة، ولا كَتَبناهُ إلَّا من حَدِيث عَبْد الرَّحيم بن] (c) وَاقِد.

أخْبَرَنا أبو سَعْد ثَابِت بن مُشَرَّف بن أبي سَعْد البَنَّاء البَغْدَاديّ بحَلَب، قال: أخْبَرَنَا أبو الوَقْتِ عَبْدُ الأوَّل بن عِيسَى بن شُعَيْب السِّجْزِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن عبد الرَّحْمن بن مُحَمَّد بن المُظَفَّر الدَّاوُودِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد عَبْدُ الله بن أحْمَد بن حَمُّوْيَه، قال: أخْبَرَنَا أبو إسْحَاق إبْراهيم بن خُزَيْم الشَّاشِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد عَبْد بن حُمَيْد الكَشِّيُّ (١)، قال: حَدَّثَنَا حُسَيْن بن عليّ الجُعْفِيّ، عن زَائِدَة، عن مَنْصُور، عن هِلال بن يسَاف، عن رَبِيع بن خُثَيْم، عن عَمْرو بن مَيْمُون، عن عبد الرَّحْمن بن أبي لَيْلَى، عن امْرَأة من الأنْصَار، قالت: قال أبو أَيُّوب: قال رَسُوِلُ الله صَلَّى الله عليه وسلَّم: "أيَعْجِزُ أحدُكم أنْ يَقْرأ في لَيْلَة ثُلُثَ القُرْآن؟ فإنَّهُ منْ قَرأ في لَيْلة: الله الوَاحِد الصَّمَد فَقَد قَرَأ الثُّلُث أو قَرَأ ثُلُثَ القُرْآن.

قَرأتُ بخَطِّ أبي الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَين الأزْدِيّ الحافِظ: حَدَّثَنَا أحْمَدُ بن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عليّ بن خَلَف، قال: حَدَّثَنَا فُضَيْل بن عَبد الوَهَّاب،


(a) قوله: "ما أبقاه"، لم يرد في كتاب الحلية.
(b) الحلية: يعلم.
(c) ما بين الحاصرتين أفسدته الرطوبة، واستكماله من كتاب حلية الأولياء، مصدر النقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>