للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن يعفُو ويَغْفر، مَوْلدهُ بمَكَّة، وهجرتهُ بطيبَةَ، ومُلكُهُ بالشَّام. وفي السَّطْر الثَّاني: مُحمَّد رسُول الله، أُمَّتُه الحَمَّادُونَ، يَحْمَدُونَ الله في السَّرَّاءَ والضَّرَّاءَ، يَحْمدُونَ الله في كُلِّ مَنْزلة، ويُكَبِّرونه على كُلِّ شَرَفٍ، رعاةُ الشَّمْس، يُصَلُّونَ الصَّلاةَ إذا جاءَ وَقْتُها، ولو كانُوا على رأس كُناسَة، ويأْتَزرُونَ على أوْسَاطهم، ويُوضِّئونَ أطْرافهم، وأصْواتهم باللَّيْل في جَوِّ السَّماء كأصْواتِ النَّحْل.

وقال أبو مُحمَّد الدَّارِمِيّ (١): أخْبَرنا مُجَاهِد بن مُوِسَى، قال: حَدَّثَنَا مَعْنٌ -هو ابن عِيسَىَ- قال: حَدَّثَنا مُعاوِيَةُ بن صالِح، عن أبي فَرْوة، عن ابن عبَّاس أنَّه سأل كَعْب الأحْبَار: كيف تَجد نَعْتَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في التَّوْراة؟ فقال كَعْبٌ: نَجدُهُ مُحمَّد بن عَبْد اللهِ، يُولَدُ بمَكَّة، ويُهاجر إلى طابةَ، ويكون مُلكهُ بالشَّام، وذَكَرَ تَمام الحَدِيْث.

أنْبَأنَا أبو القَاسِم عَبْد الصَّمَد بن مُحمَّد القَاضِي، عن أبي مَسْعُود الأصْبَهَانِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عَليّ الحَسَن بن أحمد الحَدَّاد، قال: أخْبَرنا أبو نُعَيْمِ الحَافِظ، قال: حَدَّثَنا سُلَيمان بن أحمد، قال: حَدَّثَنا الحُسَيْنُ بن إسْحَاق، قال: حَدَّثَنا مَخْلَدُ ابن مالِكٍ، قال: حَدَّثَنا إسْمَاعِيْل بن عَيَّاشٍ، عن عَبْد العَزِيْز بن عُبَيْدِ اللهِ، عن أبي أُمَامَةَ، قال: قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم (٢): صَفوَةُ اللهِ من أرْضِه الشَّام، وفيها صفْوتُه من خَلْقهِ وعِبادِه، وليدخُلَنَّ الجَنَّة من أُمَّتِي ثُلَّةٌ لا حسَابَ عليهم ولا عَذَاب.

أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمن بن مُحمَّد بن الحَسَن، قال: أخْبَرنا الحاَفِظُ أبو القَاسِم (٣)، قال: أخْبرَنا أبو القَاسِم زَاهِرُ بن طَاهِر الشَّحَّامِيِّ، قال: أخْبَرَنَا أبو بَكْر البَيْهَقِيّ، قال:


(١) سنن الدارمي ١: ٦.
(٢) المعجم الكبير للطبراني ٨: ٢٢٩، ومجمع الزوائد ١٠: ٥٩، كنز العمال ١٢: ٢٧٣ (رقم ٣٥٠١٥).
(٣) تاريخ ابن عساكر ١: ١٢٥ - ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>