للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأبْناء، ولعلَّه اسْتَلْهَم مادَّتَهُ ممَّا وَقَعَ لأبيهِ في فَقْدِ ابْنه الوَحيدِ، وكان قَبْلَ ابْنِه عُمَر، وعُمَر تِلْوُهُ، رُزِقَهُ بعد أنَّ تقدَّمَتْ سِنُّه، عَقِب مَواليدَ كُلّهنَّ إناث، فُتوفِّي الطِّفلُ وعُمْره خَمْسُ سنين، وبَلَغَ اليأسُ والاكْتِئابُ من أبيه مَبْلَغه، بحيثُ هَمَّ باسْتِخراجِ شِلْو الطِّفل من القَبْر، وحاولَ ذلك، فاعْتَرضَتْهُ حَجَرةٌ على القَبِر ثَنَتْ عَزْمَهُ.

- بُغْيَةُ الطَّلَبِ في تاريخ حَلَب: وهو الكتابُ الَّذي تَنْشرُه، ويأتي التَّعريفُ به مُسْتقلًّا فيما بَعْدُ.

- زُبْدَةُ الحَلْبِ من تاريخ حَلَب: وهو مُنْتَزَعُ ومُخْتَصرُ من كتابهِ السَّابقِ بُغْيَةِ الطَّلَب، مُرتَّبُ على السِّنين، ويُشارُ له في بعض المصادر بالتَّاريخ الصَّغير (١)، تَمْييزًا له عن البُغْيَةِ، وسمَّاه ابنُ الشَّعَّار المَوصِليّ: "زُبْدَة الحَلْب في ذِكْرِ وُلاةِ حَلَب، اقْتَصَرَ فيه على المُلُوكِ الَّذين مَلَكُوها" (٢)، فهو من نَمَطِ التَّاريخ السِّياسيّ لحَلَب (٣).

- الإشْعَارُ بما للمُلُوك من النَّوادر والأَشْعار: ذَكَرهُ الصَّفَديُّ والمُقْريزيُّ ضمن مُؤلَّفاتِ ابن العَدِيْم (٤)، ومثل ذلك ما ذَكَره ابنُ السَّابق الحَمَويّ في تَرْجَمته له الآتي نَصُّها، ونَقَلَ ابنُ شَاكِر الكُتْبيِّ عن هذا الكتاب في مَوْضعين؛ نَسَبهُ في النَّقْل الأوَّل للقَاشِيّ، (٥)، ولعلَّه أحمد بن عليّ بن بَابَه القَاشِيّ (ت ٥١٠ هـ) صاحب كتابِ رَأسِ مالِ النَّديم، والصَّفدَيّ ذَكَره ضمنَ مُؤلَّفات ابن العَدِيْم، ثُمَّ نَقَلَ عنه في كتابِه الوافي بالوَفياتِ ثلاثةَ نُصُوصٍ دُونَ أنْ يَنْسبه إليه: "قال صَاحِبُ كتاب الإشْعَار بما للمُلُوك من النَّوَادِر والأشْعَار … " (٦).


(١) مثل ابن شداد: الأعلاق الخطيرة ١/ ١: ١٣٤، وابن خلكان: وفيات الأعيان ٧: ٨٩، وانظر: البغدادي: هدية العارفين ١: ٧٨٧ وفيه: زبدة الحلب المنتخب من بغية الطلب، کشف الظنون ١: ٢٤٩، بروکلمان: تاريخ الأدب العربي، (القسم الثالث ٥ - ٦) ٤٤١، الزركلي: الأعلام ٥: ٤٠.
وطبع الكتاب مرتين، الأولى بتحقيق الدكتور سامي الدهان ونشره المعهد الفرنسي في دمشق سنة ١٩٥١ م في ثلاثة مجلدات، وطبعة أخرى تقع في مجلدين بتحقيق سهيل زکار، بيروت: دار الكتاب، ١٩٩٧ م.
(٢) ابن الشعار: قلائد الجمان ٤: ٢٣٣.
(٣) روزنثال: علم التأريخ ٢١٤.
(٤) الوافي بالوفيات ٢٢:٤٢٣، المقريزي: المقفى الكبير ٨: ٧٢٦.
(٥) فوات الوفيات ١: ٣١٩، ٤: ٢٥٧.
(٦) الوافي بالوفيات ١: ١٩٥، ١١: ٣٧٥، ١٥: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>