للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْبَأنَا أبو القَاسِم عَبْدُ الصَّمَد بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل، عن أبي القَاسِم إسْمَاعِيْل بن أحْمَد بن عُمَر السَّمَرْقنديّ، قال: أخْبَرَنَا أبو غَالِب أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن سَهْل بن بِشْرَان النَّحْوِيّ إجَازَةً، قال: أخْبَرَنَا أبو الحَسَن عليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمن بن دِيْنارٍ اللُّغَويّ، قال: أخْبَرَنَا أبو الفَرَجِ عليّ بن الحُسَين الأصْبَهَانِيّ الكَاتِبُ (١)، قال: أخْبَرَنِي عليّ بن سُلَيمان الأخْفشُ، قال: حدَّثَنَا أبو سَعيدٍ الحُسَين بن الحَسَن السُّكَّرِيّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حَبِيْب، عن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ، قال: كان الوَلِيدُ بن عَبْدِ المَلِك مُحْسِنًا إلى أَعْشَى تَغْلِب (a)، فلمَّا وَلِي عُمَرُ بن عَبْد العَزِيْز الخِلَافَة، وَفَدَ إليهِ ومَدَحَهُ فلَم يُعْطِه شيئًا، وقال: ما أرَى للشُّعَراء في بَيْتِ المَال حَقًّا، ولو كان لهم فيه حَقٌّ لَمَا كان لك لأنَّك امْرُؤٌ نَصْرَانِيٌّ، فانْصَرَف الأَعْشَى وهو يقول: [من الطّويل]

لعَمْري لقد عاشَ الوَلِيدُ حَيَاتهُ … إمَامَ هُدَىً لا مُسْتَزادٌ ولا نَزْرُ

كأنَّ بَنِي مَرْوَانَ بعدَ وَفَاتهِ … جَلامِيْدُ ما تندَى وإنْ بَلَّها القَطْرُ

وذَكَرَ أبو مُحَمَّد عَبْدُ اللّه بن سَعيد القَنْطَريّ عن الوَاقِدِيّ - يعني في غَرْوة الطُّوَانَةِ - قال: قيل لمَسْلَمَة بن عَبْد المَلِك إنَّ القعْقَاع بن خُلَيْدٍ العَبْسِيَّ هو الّذي مَنعَ العبَّاسَ بن الوَلِيدِ بن عَبْد المَلِك من تَعْظِيمه، فقال لأَعْشَى تَغْلِب، وكان معَهُ: اهجٌ بني عَبْس ببَيْتَيْن لا تزد عليهما، فقال: [من الطّويل]

تَعَلَّمُ عَبْسٌ مِشيَةً قُرَشِيَّةً … تُلوَى بها أسْتَاهُها ما تُجِيْدُها

فآخِرُ عَبْسٍ في الحَدِيث نِسَاؤُها … وأوَّلُ عَبْسٍ في القَدِم عَبِيْدُها (b)


(a) الأغاني: أعشى بَنِي تَغْلِب.
(b) بعده بياض في الأصل أزيد من نصف الصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>