للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العُظَيْميّ (١)، ونَقَلْتُه من خَطِّ العُظَيْميّ، قال: سَنَة اثْنَتَيْن وتِسْعِين ومَائتَيْن، وفي النِّصْف من شَوَّال، دَخَلَ مَدِينَة طَرَسُوس رُسْتُم بن تَرْذُوا وَاليًا عليها وعلى الثُّغُور الشَّامِيَّة، وكان الفِدَاءُ بين المُسْلمِيْن والرُّوم لستٍّ بَقِينَ من ذي القَعْدَة، فكان الفِدَاء ألف ومَائتَيْن، ثُمّ غَدَرَ الرُّوم فانْصَرَفُوا، ورَجع المُسْلمُونَ بمَن بَقِى معهم من الأسْرَى من الرُّوم، وكان عَقد الفِدَاءِ والهُدْنَةِ مع أبي العَشَاِئِر والقَاضِي ابن مُكْرَم، فلمَّا أغار أنْدُرُونقَس (a) على مَرْعَش، وقتل أبا الرِّجال، عُزِلَ أبو العَشَائِر ووَلي رُسْتُم، وكان الفِدَاء وتَمَامُه على يَديهِ، وكان المُتَوَلِّي لفِدَاء الرُّوم مُقَدَّمُ اسْمُه اسكَانه (b).

وقال (٢): سَنَة أرْبَعٍ وتِسْعِين، فيها دَخَلَ ابن كَيْغلَغ (c) طَرَسُوس غَازِيًا في أوَّل المُحَرَّم، وخَرَجَ معه رُسْتُم، وهي غَزَاةُ رُسْتمُ الثَّانيَة، فبَلَغُوا اسلنْدُو (d)، ففَتَحَ اللهُ عليهم، وصَارُوا إلى [آلِس فحَصَل] (e) في أيْدِيهم نَحْوًا من خَمْسَة آلاف رَأسٍ، وقَتَلُوا من الرُّوم مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، وانْصَرَفوا سَالمِين.


(a) في الأصل: أنذربقس، ورسمه في الذي يليه: أنذروبقش، أندرويقش، وعند العظيمي: تاريخ حلب ٢٦٧، ٢٧٦: إندرياس، أندراوس، وقيَّده المؤلف في الجزء الثالث (في ترجمة أحمد بن نصر أبو العشائر) على النحو المثبت، وهو يوافق تقييد الطبري في تاريخه ١٠: ١١٨، ١٢٠، ١٣٤، ١٣٦، والمسعودي: التنبيه ١٧٤، وابن الأثير: الكامل ٧: ٥٥٢، وذكره ابن خلدون (العبر ٦: ١٩٦) البطريق دون أن يسميه.
(b) في تاريخ الطبري ١٠: ١٢٠: أسطانة. وكان ملك الروم الذي أبرم في عهده هذا الفداء هو أليون بن بسيل. انظر: المسعودي: مروج الذهب ٥: ١٨١، التنبيه ١٩٢، العظيمي: تاريخ حلب ٢٧٥، ابن الأثير الكامل ٧: ٥٣٧.
(c) الأصل: كيغلع.
(d) كذا في الأصل، وفوقها "ص"، والمثبت موافق لرسم ابن الأثير (الكامل ٧: ٥٥٢)، وعند الطبري والمسعودي: سلندو، بإسقاط الألف في أولها، ولم ترد في كتاب العظيمي. انظر تاريخ الطبري ١٠: ٢٧، ٦٩، ١٣٠، التنبيه والإشراف ١٧٨.
(e) في الأصل: "فصاروا إلى السبي في أيديهم"، والتصويب من: تاريخ الطبري ١٠: ١٣٠، ابن الأثير: الكامل ٧: ٥٥٢، (وعدد الأسرى فيه: ٥٠ ألف؟!).

<<  <  ج: ص:  >  >>