للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو بَكْر أحمد بن مُحمَّد الصَّنَوْبَريّ، وقد أنْشدَنا بعض قَوْله القَاضِي أبو القَاسِم ابن مُحمَّد قاضي دِمَشْق بها، قال: أنْشَدَنا أبو الحَسَن عليّ بن المُسَلَّم السُّلَمِيّ، قال: أخْبَرنا أبو نَصْر الحُسَيْن بن مُحمَّد بن طَلَّاب، قال: أنشَدَنا أبو الحُسَيْن مُحمَّد بن أحمد ابن مُحمَّد بن جُمَيْع، قال: أنَشَدَني أبو بَكْر الصَّنَوْبَريّ (١):

قُوَيْقٌ لَهُ عَهْدُ لدينَا وميثَاقُ … وهذِي العُهودُ والمواثيقُ أطْواَقُ

نَفي الخَوفَ أنَّا لا غَرِيقُ تَرَي لَهُ (a) … فنحنُ على أَمْنٍ وذا الأَمْنُ أرْزَاقُ

ونَزَّهَهُ إلَّا سَفينَةَ تمتَطِي … مَطَاهُ لها وخْدُ عليهِ وإِعْنَاقُ

وأنْ ليسَ تَعْتاقُ التمَّاسيحُ شُرْبَه … إذا اعْتاق شُربَ الِنّيْل منهنَّ مُعْتاقُ

ولا فيهِ سِلَّورُ ولو كانَ لم أَكُن … أرَى أنَّهُ إلَّا حَميمُ وغَسَّاقُ

بَلَى تُعْلِنُ (b) التَّسْبيحَ في جَنَباتِه … عَلاجِمُ بالتَّسْبِيِح مُذ كُنَّ حُذَّاقُ

أقامتْ به الِحْيتانُ سُوْقًا ولم تَزلْ … تُقامُ على شَطَّيهِ للطَّير أسْواقُ

وَسُربلَ بالأرْجاءِ مَثْنَى ومَوْحدًا … كما سَرْ بلَتْ غُصْنًا من البان أوْراقُ

وفَاضَتْ عُيونُ من نَواحيه ذُرَّفُ … ولَمَّا تُعاونها جُفُونُ وآمَاقُ

هُو الماءُ إن يُوصَفْ بكُنه صفَاتِهِ … فللماءِ إغْضَاءُ لديه وإِطْراقُ

ففي اللَّون بَلُّورُ وفي اللَّمع لُؤلؤٌ … وفي الطِّيبِ قِنْدِيْدُ وفي النَّفع دِرْياقُ

إذا عَبَثَتْ أَيْدي النَّسِيْم بَوجْههِ … وقَدْ لَاح وَجْهُ منهُ أبْيَضُ بَرَّاقُ

فطورًا عليهِ منْهُ دِرْعُ خَفِيْفَةُ (c) … وطورًا عليهِ جَوْشَنُ منه رَقْراقُ


(a) في الديوان: لا غريق حِياله، والمثبت يوافق ابن شداد: الأعلاق الخطيرة ١/ ١: ٣٣١، وابن الشحنة: الدر المنتخب ١٣٧.
(b) في الديوان: يعلن.
(c) اسْتَصوب ابن العديم بديلًا لها وجده أجود مما في الأصول فكتب إزاءها في الهامش: رقيقة، وعليها حرف (ح) علامة على التحويل لقارئ متذوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>