للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصوْتٍ عالٍ ثَبج تَخْشَعُ له القُلُوب إلَّا في الأسْوَاق، لا يَأكُل إلّا من الدَّرْوَزة، هو وأصْحَابه، ومعه القَوَّالُونَ والشَّبَّاباتُ، وفي أصْحابهِ حَاجِبٌ، ومُدَرْوِزٌ، وخَادِمٌ؛ فإذا أرادَ المُدَرْوِز الخُرُوج سألَ الحاجِب أنْ يَسْتأذن له، فإن الحَاجِب يَقِف بين يَديه أكْثَر النَّهَار أو أكْثَر اللَّيْل قيامًا واحدًا.

قال ابنُ المُسْتَوفِيّ (١): وحَدَّثني أبو المَعَالِي صَاعِد الوَاعِظُ، قال: كان رُوْزبَهَان يُصَفِّق ويَدْخُل في السَّمَاعَ من غيرِ دفٍّ ولا شَبَّابَة، ويرْقصُ هو وأصْحَابُه.

زُرْتُ قبر رُوْزبَهَان بن أبي بَكْر بن مُحَمَّد بن أبي القَاسِم الفَارسِيّ بالقَرَافَة بسَفْح جَبَل المُقَطَّم بمِصْر، في بَعْضِ قَدْمَاتي إلى مِصْر، فقَرأتُ على عَمُود قَبْره مَكْتُوبًا أنَّهُ تُوفِّي صَبَاح يَوْم الأرْبَعَاء خامس ذي القَعْدَة من سَنَة ثَمانٍ وسَبْعِين وخَمْسِمائَة، ورَأيْتُ قُبَيْرًا صَغِيرًا عند باب التُّرْبَة، ومعي بَعْضُ صُلَحَاء مِصْر، فقال لي: هذا قَبْر قِطٍّ كان لرُوْزبَهَار، كان لا يَأكُل في شْهر رَمَضَان شيئًا إلَّا وقت الإفْطَار، وكان يأنَس به ويَبِيْتُ عند رِجْليهِ، ولمّا مَاتَ الشَّيْخ ماتَ القِطّ يَوْم مَوْته فدُفِنَ عندَهُ في التُّرْبَة، والقُبير ظَاهِرٌ يَراهُ كُلّ مَنْ يَزُوره.

أنْبَأنَا الحافِظُ أبو مُحَمَّد عبد العَظِيْم بن عَبْد القَوِيّ المُنْذِريّ (٢)، قال: رُوْزبَهَان هو الشَّيْخ الصَّالِح رُوْزبَهَان بن أبي بَكْر بن مُحَمَّد بن أبي القَاسِم الفَارسِيّ الكَازَرُونِيّ الصُّوْفيّ، تُوفِّي في يَوْم الأرْبَعَاء الخامِس من ذي القَعْدَة سَنَة ثَمانٍ وسبعِين وخمسِمائة، وقبره ظاهِرٌ يُزار ويُتَبَرَّكُ بهِ بجانِب بئر الحاجِب لُؤلُو.


(١) لم يرد في تاريخ إربل.
(٢) لم يترجم له في التكملة لوفيات النقلة، والمطبوع من الكتاب يبتدئ بوفيات سنة ٥٨٢ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>