للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَامِل بن المُسَلَّم القَطِيْعِيّ الهِيْتِيّ، أبو الفَضْل، ويُعْرَفُ بأَسِير الهَوَى قَتِيْل الرِّيم لنَفْسِه، ونَقَلْتُه من خَطِّ ابن أبي الصَّقْر في مُعْجَم شُيُوخه (١): [من الكامل]

لي مُهْجَةٌ كادَتْ بحرّ كلُومها … للنَّاسِ من فَرْط الجَوَى تَتَكلَّمُ

لَم يَبْقَ منها غير أرْسُم أعْظمٍ … مُتَجرِّدات (a) في الهَوَى تتَظَلَّم

أنْبَأنَا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن أحْمَد بن مُحَمَّد النَّسَّابَة، قال: أخْبَرَنا أبو الخَطَّاب عُمَر بن مُحَمَّد بن عَبْد الله العُلَيْمِيّ إجَازَةً، قال: أنْشَدَني الأدِيْبُ أبو الفَضْل زَاكِي بن كَامِل الهِيْتِيّ إمْلاءً من حِفْظِه لنَفْسِه بالمَوْصِل: [من الكامل]

نَارُ الجَوَى بينَ الحَشَا والأضْلُعِ … أمْطَرْتِ جَذْوَتَها سَحَائبُ أدْمُعي

يا نَاكِتَ الدَّاءِ القَدِيمِ بحُبِّهِ … ومُجَرِّعي غُصَصِي بكَأسٍ مُتْرَعِ

مَهْلًا عَلَيَّ مُعَذِّبي حَسْبُ الأَسَى … ما بيْ عَلَيكَ وبَعْضُ ما بي مُقْنِعي

قال العُلَيْمِيّ: وأنْشَدَني أيضًا لنَفْسِه (٢): [من المديد]

سَيِّدِي ما عنْك لي عِوَضُ … طالَ بي في حُبّكَ المَرَضُ

كم بلا ذَنْبٍ تُهَدِّدُني … فجُفُوني ليْسَ تَغْتَمِضُ

أبغَيْر الهَجْر تَقْتُلني … لا أُبالي هجرُك الغَرَضُ

ورضَائي في رضَاكَ فقُلْ … ما تَشَاءُ لسْتَ أعْتَرضُ

أنتَ لي داءٌ أمُوتُ به … كم أُدَاويهِ ويَنْتَقضُ

تُوفِّي زَاكِي بعد سَنَة ستٍّ وأرْبَعين وخَمْسِمائَة، فإنَّ أبا الخَطَّاب العُلَيْمِيّ سَمِعَ منه في شَهْر رَبِيع الأوَّل من هذه السَّنَة.


(a) الوافي: متجددات.

<<  <  ج: ص:  >  >>