فيُقْبل مع الشَّمَال حتَّى يَمُرّ بالجَزِيَرة والرَّقَّة، ثمّ يَخْدر إلى الكُوفَة وفي غربيّه بلاد الشَّام، وفي شَرقيّهِ بلادُ الجَزِيَرَة، ثمّ يَصُبُّ في البَطائِح بعد أنْ يتفَرَّق فيصير أَنْهارًا عِظَامًا، ومَصَبُّهُ في البطائحِ بمَوضع كَسْكَر. ويقَعُ في الفُراَت في أرْض الجَزِيَرة نَهْر الخاَبُور، فيَصُبّ في الفُراَتِ في مَوضعٍ يُسَمَّى قَرْقِيسِيَا.
وقال الحَسَنُ بن أبي الخَصِيْب الكَاتِب في كتاب الكَارِمِهْتَرْ في عِلْم أحْكام النُّجُوم (١): الفُراَتُ: نَجْمُهُ العَذْراء.
وقَرَأتُ في كتاب المَسَالِك والمَمَالِك، تأليفُ أحمد بن الطَّيَّب السَّرْخَسِيّ، قال: مَخارجُ الفُراَت من قَالِيْقَلا على فَرْسَخين من عَيْنٍ، يَمُرّ بأرْض الرُّوم، ويستَمدّ من عُيُون، ويَصُبُّ فيهِ أرْسَنَاس: نَهْر شِمْشَاط، ويجَيءُ إلى كَمْخ على مِيْلَين منِ مَلَطْيَة، ويخرجُ إلى حينيا (a) حتَّى يَبْلُغ إلى سُمَيسَاط، فيَحمل من هناك السُّفُنَ والأطْوافَ، ويَصُبُّ في أَنْهارٍ تتشعَّب منهُ بسَوادِ بَغْدَاد والكُوفَة في دِجْلَة.
وقال أحمد بن الطَّيَّب: عَلو هي الفُرَات.
أنْبَأنَا أبو مُحمَّد عَبْد الرَّحْمن، وأبو العبَّاس أحمد، ابْنَا عَبْد الله بن عُلْوَان الأسَدِيَّان، قالا: أخْبَرَنا أبو طَاهر أحمد بن مُحَّمد الحافظُ إجَازَةً، عن أحمد بن مُحمَّد ابن الآبِنُوسِيّ، قال: ذَكَر أبو الحُسَيْن بن المُنَادي في كتاب الحاَفِظ، من تَلْخيصِه، قال (٢): ومخرَجُ الفُراَت من قَالِيْقَلا حتَّى يَمُرّ بأرْض الرُّوم، ويستَمدّ من عُيُون حتَّى يَخْرجُ على مِيْلَين من مَلَطْيَة، ثم يبلُغ إلى سُمَيْسَاط، فيَحْمل من هناك السُّفُنَ
(a) ك: جنينا، وترد فيما بعد -نقلًا عن ابن القاصّ- بالحاء المهملة، وعند سهراب ١١٩ وقدامة: كتاب الخراج ١٥٥: هنزيط، ولعلها عربت (حنينا)، ووردت عند ابن خرداذبة ١٧٤: جبلتا، وذكر ياقوت هنزيط من الثغور الرومية، ولم يورد لها اسمًا آخر. معجم البلدان ٥: ٤١٨.