للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَرَأتُ في كتاب أحْمَد بن أبي أحْمَد بن القَاصّ، قاضي طَرَسُوس، في كتاب دَلائِل القبْلَة، قال (١): ومَخْرجُ الفُرَات من قَالِيْقَلا من مَوضعٍ يُقالُ لهُ: أبربق (a) بينِ قَالِيْقَلا وبلاد الرُّوم، ثمّ يَنْحَدِر إلى نَاحيَةِ الكُوفَة، فيَتمّ فاصِلًا بين بلادِ الشَّام والجَزِيرة، ففي شَرْقيّهِ بلادُ الجَزِيرَة، وفي غَرْبَيّهِ بلاد الشَّام، فيَمُرّ على مِيْلَين من مَلَطْيَة، ويَخْرج إلى حينيا (b) حتَّى يبلغُ إلى سُمَيْسَاط، ويَمُرّ بقَرْقِيسِيا، ويَحْمل منها السُّفُن إلى الأطْراف، وآخر مصَبّه فيِ البَطائِح في مَوضعٍ يُقالُ لهُ كَسْكَر. والبَطائِحُ ثلاثُونَ فَرْسَخًا في ثلاثين فَرْسَخًا، حَدٌّ منها جَزِيرةُ العَرَب، وحَدّ منها أرضُ مَيْسَان (c)، وحَدٌّ منها دِجْلَةُ بَغْدَاد، وحَدٌّ منها مَصَبُّ الفُرَاتِ والنَّهْرَوَان، ويَمُرّ البَطائِح حتَّى يقَع في خَلِيْج أُبُلَّةَ (d) في بَحْر الهِنْد.

ووقَع إليَّ رسالةٌ في ذِكْرِ الدُّنْيا وما فيها من الأقالِيْم والجِبَال والأَنْهارِ والبِلادِ، ولَم يُسَمَّ واضِعَها، فنَقَلْتُ منها في فَصْلٍ ذَكرَهُ فىِ المَشْهُور من الأَنْهار الكِبَار في الرُّبْع المَسْكُوِن، ومَعْرفة ابْتدائها وانْتِهائها؛ قال: والمَشْهُور من هذه الأَنْهارِ الكِبَار اثنا عَشَر نَهرًا، وهي: الدِّجْلَةُ، والفُرَاتُ، والنِّيْل، وجَيْحُون، ونَهْر الشَّاش، وسَيْحَان، وجَيْحَان، ونَهْرُ بَرَدَان، ومِهْرَان، ونَهْر الرَّس، ونَهْر المَلك، ونَهْر الأهْوَاز، وجميع هذه الأَنْهار تَجْري فيها السُّفُن.

قال: فأمَّا الفُرَاتُ؛ فإنَّها تَخْرج وتَلْقى بلَد الرُّوم، ثمّ تتفرَّق على إقليم أَثُوْر، ونَتَشعَّب إليهِا الخَابُور، ثمّ تَدْخُل العِرَاق، وتَنْبطح خَلْف الكُوفَة، وتَلْقَى دِجْلَةَ منها أربَعُ شُعَب.


(a) الأصل: أبويق، وتقدم التعليق عليها.
(b) مهملة في الأصل، وتقدم التعليق عليها.
(c) في الأصل: مَشان، والتصويب من ابن القاص (مصدر النقل)، ومن ابن رسته: الأعلاق النفيسة ٩٤ - ٩٥. وقرية ميسان تقع بين البصرة وواسط.
(d) في الأصل مجودًا: الأيْلَة، "ك": أيلة، وهر تحريف ربما وقع في أصل كتاب ابن القاص الذي ينقل عنه ابن العديم. والمثبت يوافق ابن رستة: الأعلاق ٩٤، وابن القاص: دلائل القبلة ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>