للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ في الإِيْوَان، ونَثَرَ الخَدَمُ الّذين كانوا في الرِّواق والصَّحْن ما كان معَهُم من العَيْن والورق.

وأقامَ المتُوَكِّل ببركُوَارَا أيَّامًا، في يَوْمٍ منها دَعَتْه قَبِيْحَة، فيُقالُ: إنَّهُ لَم يُر يَوْم مثْلُه سُرُورًا وحُسْنًا وكَثْرة نَفَقةٍ، وأنَّ الشَّمْع كُلَّه كان عَنْبَرًا، إلَّا الشَّمْعَة الّتي في الصَّحْن فإنَّهُ كان وَزْنها ألف مَنٍّ (a)، فكادتْ تَحْرق القَصْر، ووجَدَ حَرَّها مَنْ كان في الجانب الغَرْبيّ من دِجْلَة.

وقد كان أمَرَ المُتَوَكِّلُ أنْ يُصَاغَ له سَرِيران أحدُهما ذَهَبٌ والآخر فِضَّة، ويُفرشُ السَّريْر الفِضَّة ببسَاط حَبّ وبرْذَعة حَبّ ووسَادى حَبٍّ ومخَدَّتي حَبٍّ ومَسْند حَبٍّ مَنْظُوم على دِيباج أسْوَد، وكان طُول السَّريْر تِسْعَة أذْرُعٍ.

قال: فأُخْرِج من خِزَانَةِ الجوهَر حَبٌّ عُمِلَ منه ذلك، فكان أرْفَعُ قَيمة الحَبَّةِ دِيْنارًا، وأقلُّ القيْمة دِرْهَمًا، فاتُّخذ له ذلك، وأمَرَ بفَرشِ السَّريْر الذَّهَب بمثل فَرْشِ السَّريْر الفِضَّة، منْقُوشًا بأنْوَاع الجَوْهَر الأحْمَر والأخْضَر والأصْفَر والأنْوَاع، ففُرِشَا فقَعَد عليهما هو وقَبِيْحَة، ثُمّ وَهَبَهما لها.

أنْبَأنَا أبو رَوْح الهَرَويّ، عن زَاهِر بن طَاهِر، عن أبي القَاسِم [بن] (b) البُنْدَار، قال: أنْبَأنَا أبو أحْمَد القارئ، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن يَحْيَى إجَازةً، قال: حَدَّثَني عَوْن بن مُحَمَّد بن عليّ، قال: لمَّا بَلَغَ المُعْتَزُّ مَبْلغَ الرِّجال، جَلَسَ المُتَوَكِّل للتَّهْنئة، فجاءَ النَّاسُ على طَبَقَاتهم، ودَخَلَ البُحْتُرِيّ فأنْشَدَهُ (١): [من الكامل]

رُدِّي على المُشتَاقِ بعضَ رُقَادِهِ … أو فاشْركيهِ في اتِّصَالِ سُهادِهِ


(a) الأصل: منًا.
(b) إضافة على جاري تسميتة له في الكثير من المواضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>