للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا القَاضِي أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَة الله، فيما أَذِنَ لَنا أنْ نَزْويَهُ عنْهُ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، قال: أخْبَرَنا أَبو مُحَمَّد بن طَاوُوس، قال: أخْبَرَنا أبو الغَنائِم بن أبي عُثْمان (a)، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين بن بِشْرَان، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ بن صَفْوَان، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر بن أبي الدُّنْيا (٢)، قال: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن الحُسَين (b) يُحدِّثُ بهذا الحَدِيْث، فلَم أحْفَظْهُ، فَحَدَّثَني عليّ بن أبي مَرْيَم عنه، قال: حَدَّثَني يُوسُف بن الحَكَم، قال: حَدَّثني رَاشِدُ بنِ زُفَر موْلَى مَسْلَمَة بن عَبْد المَلِك، عن أَبِيهِ، قال: تَناوَل الوَلِيد بن عَبْد المَلِك يوْمًا عُمَر بن عَبْد العَزِيْز (c)، فردَّ عليه عُمَر، فغَضِبَ الوَلِيد من ذلك غَضَبًا شَدِيْدًا، وأمَرَ بعُمَر فعُدِلَ بهِ إلى بَيْتٍ، فُحبِسَ فيه.

قال رَاشِدٌ: فَحدَّثَني أبي زُفَر، مَوْلَى مَسْلَمَة، وكانت فاطِمَةُ أرْضَعتها أُمّ زُفَر، قال: قالت لي فاطِمَةُ: يا زُفَر، فمَكُث ثلاثًا لا يدخُل عليه أحَدٌ، ثُمَّ أمَر بإخْرَاجهِ إنْ وُجِدَ حيًّا، قال: فأدْرَكناهُ، وقد زالَت رَقَبتُه شَيئًا، فلم نَزَل نُعالجُه، حتَّى صارَ إلى العَافِيَةِ. قالت: فقُلْتُ له يَوْمًا إنَّكَ قد عَرفتَ الوَلِيد وعَجَلَتَهُ وخُلْقَهُ، فلو دَاريْتُهُ بعض المُدَاراة؟ قالت: فقال لي: أُحَدِّثُك يا فاطِمَةُ حَدِيثًا فاكْتُميه ما دمْتُ حيًّا، قُلتُ: نعم، قال: لمَّا حَبَسني أتَاني تلك اللَّيْلة آتٍ في مَنَامي، فقال لي: [من الخفيف]

ليسَ للعِلْم في الجَهَالة حَظٌّ … إنَّما العِلْم طَرْفُهُ الإغْضَاءُ (d)

فرَفَعتُ إلى القائل رَأسِي، فإذا هو عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن عُتْبَة، قال: فسَلَّمْتُ عليه في مَنَامي، فقال: إنَّ الوَلِيد جَاهِلٌ بأمْرِ اللهِ، قليل الرِّعاية لحُرَماتِ (c)


(a) كرر السند في الأصل ثم ضرب عليه.
(b) ابن عساكر: الحسن.
(c) زيد بعده في رسالة ابن أبي الدنيا: بلسانه.
(d) ابن عساكر: طرفة الأعضاء.
(e) ابن عساكر: بين حرمات.

<<  <  ج: ص:  >  >>