للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ قَدِمَ في ذي القَعْدَة من سَنَة سَبع وأرْبَعين وسِتِّمائة رَسُولًا عن الملَك المُعَظَّم تُوْرَان شَاه (a) بن أَيُّوب إلى المَلِك النَّاصِر يُوسُف مُعَزِّيًا في المَلِك الصَّالِح أَيُّوب، ومُقَرِّرًا لأُمُور مُرْسِله.

وكُنْتُ اجْتَمَعْتُ به بنابُلُس في سَنَة سَبْعٍ (b) وثَلاثين وسِتّمائة، بعد أنْ قَبَضَ المَلِكُ النَّاصِر دَاوُد صَاحِب الكَرَك على مَخْدُومه وسَجَنَه في الكَرَك، وأنْشَدَني مَقَاطِيع من شِعْره وشِعْر غيره، وكان كَيِّسًا قَاضِيًا لحَوَائِج النَّاس.

ولمَّا مَلَكَ المَلِكُ النَّاصِر يُوسُف ابن المَلِك العَزِيز مُحَمَّد دِمَشْق، وكان زُهَيْر بن مُحَمَّد بها، فأجْرَى له مَعْلُومًا حَسَنًا، فأقام مُدَّة سِنين (c)، وكَتَبَ إليَّ عدَّة أبْيَاتٍ في أُمُور عرضَتْ له، وصَارَ بيني وبينَهُ موَدَّة، ثُمَّ تَوَجَّه إلى مِصْر وأقام بها إلى أنْ مات.

وكان يَكْتُب خَطًّا حَسَنًا.

وسَألتُهُ عن مَوْلدِه، فقال لي: في سَنَة اثْنَتَيْن وثَمانين - يعني وخَمْسِمائَة - بمَكَّة.

أنْشَدَني بَهَاء الدِّين أبو الفَضْلٍ زُهَيْر بن مُحَمَّد لابن الذَّرَوِيّ في ابن بَدْرٍ الكَاتِب بمِصْر، قال لي زُهَيْر وعليه حَرَّرت الخَطّ (١): [من الخفيف]

يا ابن بَدْرٍ عَلَوْتَ في الخَطِّ قَدْرًا … عندما قايسُوك بابنِ هِلَالِ

رَاح يَحْكي أباهُ في النَّقْصِ لمَّا … جئْتَ تَحْكِي أبَاكَ عندَ الكَمَالِ


(a) الأصل: تورالشاه، والمثبت من ق.
(b) ساقطة من ق.
(c) كذا في الأصل، ومطموسة في ق، ولم أقف على مدة إقامته بدمشق في عهد الملك الناصر؛ أهي: سنين أم سنتين!.

<<  <  ج: ص:  >  >>