للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بلاد الرُّوم، ثمّ يَمُرّ على مَوضعٍ من بلادِ أَرْمِينِيَة، فيُدْعَى هُنالك: نَهْر مُحمَّد، ثمّ يمتَدُّ حتَّى يَنْتَهي إلى أَذَنَة، وهُنالك يُدعَى: سَيْحَان، ثمّ يَسيرُ حتَّى يَصُبُّ في البَحْر الشَّاميّ.

قُلتُ: قَوْلهُ من بلاد أَرْمِينَيَة وَهْمٌ؛ فإنَّ أَرْمِينِيَة هي أخْلَاط، والفُرَات يَحُول بينها وبين بلاد الرُّوم، بل الظَّاهر أنَّ ابن المُنَادِي وجَدَ في بعض الكُتُب أنَّه يَمُرُّ ببلادِ الأرْمَنِ، فظنَّها أَرْمِينِيَة، واللهُ أعْلَمُ.

ونَقَلْتُ من خَطِّ صَدِيقَنا يَاقُوت الحَمَويّ، في كتاب البُلْدان (١): ولَأذَنَة نَهْرُ سَيْحَان، وعليهِ قَنْطَرَة حِجَارَة عَجيْبة بين المَدِينَة وبين حِصْن ممَّا يلي المِصِّيْصَة، وهو شبيهٌ بالرَّبَض، والقَنْطَرَة معقُودة على طَاقٍ واحدٍ.

وقَرَأتُ في كتاب أبي زَيْد أحمد بن سَهْل البَلْخِيّ، في كتاب صُورة الأرْض، قال (٢): وسَيْحَانُ هو دونَ جَيْحَان في الكِبَر، عليهِ قَنْطَرَة حِجَارَة عَجيْبَة البناء، طويلةٌ جدًّا، يَخْرج هذا النَّهُر من بلَدِ الرُّوم أيضًا.

وقال أحمد بن الطّيِّب السَّرْخَسيِّ في كتابهِ: ومَخْرجُ سَيْحَان -نَهْر أَذَنَة- من بلادِ الرُّوم، ويَصُبُّ في البَحْر الشَّاميّ.

أخْبَرنَا أبو اليُمْن زَيْدُ بن الحَسَنِ الكِنْديِّ إذْنًا، قال: أخْبَرنَا أبو مَنْصُور القّزَّاز، قال: أخْبَرنَا أبو بَكْر أحمدُ بن عليّ بن ثَابتٍ الخَطِيبُ (٣)، قال: أخْبَرنَا أبو القَاسِم عليّ بن مُحمَّد بن يَعْقُوب الإيَادِي ُّ، قال: أخْبَرنَا أحمدُ بن يُوسُف بن خَلَّاد، قال: حَدَّثَنَا الحَارِث بن مُحمَّد، قال: حَدَّثَنَا سعيد بن شُرَحْبِيل، عن لَيْث، عن يَزِيد بن


(١) معجم البلدان ١: ١٣٣.
(٢) البلخي: صور الأقاليم ورقة ٢٤ ب، وقد تقدم نقل هذا النص عند ابن العديم.
(٣) تاريخ بغداد ١: ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>