للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَذا وَجَدْتُه، وأظُنُّه: بفَصْلِ (a) قَصَائِد.

وخَلَتْ مَنَابِرُهُ وحُطَّ سرُوجُه … عن كُلِّ سَلْهَبةٍ وطِرْفٍ طَامِح

وكَفَى لنا حَزَنًا ببَيْتٍ حَلَّهُ … أُخْرى المنُون فليس عنه ببَارِح (b)

رجَفَتْ لمَصْرَعه البِلادُ فأصْبَحَتْ … منَّا القُلُوبُ لذاكَ غير صَحَائح

فإذا يُناحُ على امْرئٍ فتَعَلَّما (c) … أنَّ المُغِيرَة فَوق نَوْح النَّائِح

يَبْكي المُغِيرَةَ دِيْنُنا وزَمَانُنا … والمُعْوِلَاتُ برَنَّةٍ وتَصَايح (d)

يا من بمَغْدَى الشَّمْس من حَيٍّ إلى … ما بين مسْقَط قَرْنها المُتَنَازِح

ماتَ المُغِيرَةُ بعد طُول تعَرُّضٍ … للقَتْل بين أسنَّةٍ وصَفَائِح

وهى طَويْلةٌ، قال فيها:

يا عَيْن فابْكي ذا الفَعَالِ وذا النَّدَى … بمَدَامِعٍ سُكُبٍ تجيءُ سَوَافِح

وابْكِيهِ في الزَّمَن العَثُور لكَلِّنا … ولكُلِّ أرْمَلةٍ ورَهْب رَازِح

فلقد فُقدتَ مُسَوَّدًا ذا نَجْدَةٍ … كالبَدْر أزْهَرَ ذا جَدًا ونَوَافِح

كان المِلَاكَ لدِيْنِنا ورَجَائنا … ومَلاذَنا في كُلِّ خَطْبٍ فَادِح

فَمضَى وظَّفنا لكُلِّ عَظِيمَةٍ … ولكُلِّ أعْصٍ ذي زَلازلَ جَامِح

ما قُلْتُ فيكَ فأنْتَ أهْلُ مَقَالتي … بل قد يُقَصِّرُ عنك مَدْحُ المَادِح

كَذا وَجَدْتُه فيما نَقَلْتُهُ من المَجْمُوع أنَّهُ لمَّا أنْشَدَها المُهَلَّب قال له ما قال.

ورُوي أنَّ ذلك كان بين زِيَاد الأعْجَم وَيَزِيْد بن المُهَلَّب، أخي المُغِيرَة، وهو الصَّحيحُ.


(a) كذا مؤكدة بحرف صاد أسفلها.
(b) ق: بنازح.
(c) شعر الأعجم ووفيات الأعيان: فتعلَّمَنْ.
(d) ق: ونصائح.

<<  <  ج: ص:  >  >>