للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَني مُحَمَّد بن أبي زُكَيْر (a)، قال: أخْبَرَنا ابن وَهْبٍ، قال: حَدَّثَنَا مالك، قال: كان زِيَاد مَوْلَى ابن عَيَّاش يَمرُّ بي وأنا جَالِسٌ، فرُبّما أفْزَعني حسُّه من خَلْفي، فيَضَع يَدهُ بين كَتفي فيقُول لي: عليكَ بالجدِّ؛ فإنْ كان ما يقُول أصْحَابكَ هؤلاء من الرُّخَصِ حَقًّا لم يضرُّك (b)، وإنْ كان الأمْرُ على غير ذلك كُنت قد أخَذت بالحَذَر؛ يُريد ما يقُول رَبِيْعَة وزَيْد بن أسْلَم.

قال مالكٌ: وكان زِيَاد قد أعَانَهُ النَّاسُ على فكَاك رَقَبَتهِ، وأسْرع إليه في ذلك، ففَضَلَ بعد الّذي قُوْطِع عليه مالٌ كَثِيْرٌ، فردَّهُ زِيَاد إلى مَنْ كان أعانَهُ بالحصصِ، وكَتَبَهُم زِيَاد عندهُ، فلَم يَزَل يَدْعُو لهم حتَّى ماتَ. قال: وكان زِيَاد رجُلًا مُعْتَزِلًا لا يكادُ يَجْلسُ معه أحدٌ؛ إنَّما هو أبدًا يَخْلو وَحْدَهُ بعد العَصْر وبعد الصُّبْح.

أخْبَرَنا أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَة الله بن مَمِّيْل، فيما أجَازَهُ لنا، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن الدِّمَشقيِّ (١)، قال: زِيَاد بن مَيْسَرة، وهو زِيَاد بن أبي زِيَاد المَدِيْنيِّ، مَوْلَى عَبْد الله بن عَيَّاش بن أبي رَبِيْعَة المَخْزُوميّ، روَى عن مَوْلاهُ ابن عَيَّاش، وأنَسَ بن مَالِك، وعُمَر بن عَبْد العَزِيْز، وأبي بَحْرِيَّة، وعِرَاك بن مَالِك.

رَوَى عنهُ مَالِكُ بن أنَس، وعَمْرو بن يَحْيَى، وعَبْد الرَّحمن بن مُحَمَّد بن عبد القَارِّيّ (ح)، ومُحَمَّد بن إسْحاق، وعُمَر بن مُحَمَّد العُمَريّ المَدَنِيّ (d)، وبَكْر بن أبي الفُرَات، ويُقال: دَاوُد بن بَكْر بن أبي الفُرَات، ومُعاوِيَة بن أبي مُزَرِّد، وأُسامَة بن


(a) ق: مُحَمَّد بن زكير.
(b) المعرفة والتاريخ: لم يضر.
(c) سماه ابن عساكر في هذا الموضع من تاريخه: ابن عبد القادر، وفي ترجمته المفردة من التاريخ (٣٥: ٣٧١): عبد الرحمن بن عبد بن عبد الله بن عبد القارِّيّ.
(d) ابن عساكر: المازني.

<<  <  ج: ص:  >  >>