للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من تفسِير ابن جُرَيْج، ومن تفسِير الحَسَن من رِوَايَةِ مَعْمَر وغيره، قيل كان ذلك في غَزْوة بني المُصْطَلقِ، وقيل في تَبُوك.

ولشَهِدَ زَيْدُ بن أرْقَم مع عليٍّ رَحِمَهُ اللهُ صِفِّيْن، وهو مَعْدُودٌ في خَاصَّةِ أصحابهِ.

ذَكَرَ ابنُ إسْحاق (١)، عن عَبْدِ الله بن أبي بَكْر بن مُحّمَّد بن عَمْرو بن حَزْمِ، قال: كان زَيْد بن أرْقَم يَتِيْمًا في حَجْر عَبْد الله بن رَوَاحَة، فَخَرَج به معه إلى مؤْتةَ يَحْملُهُ على حقيْبةِ رَحْلِهِ، فسَمِعَهُ زَيْدُ بن أرْقَم من اللَّيل وهو يَتَمَثَّلُ أبْيَاتَهُ الّتي يقُولُ فها (٢): [من الوافر]

إذا أَدَّيتني وحَملتِ رَحْلي … مَسِيرةَ أرْبَعٍ بعدَ الحِسَاء

فشَأنكِ فأنعمي وخَلَاك ذَمِّي … ولا أرْجع إلى أهْلِي وَرَائِي

وجَاءَ المُؤْمنونَ (a) وغَادَرُوني … بأرْضِ الشَّام مُسْتلهَى (b) الثَّوَاءِ

فبَكى زَيْد بن أرْقَم، فخَفَقهُ بالدِّرَّة عَبْد الله بن رَوَاحَة، وقال: ما عليك يا لُكَعُ أنْ يرْزُقَني اللهُ الشَّهَادَةَ، وتَرْجع بين شُعْبتي الرَّحْلِ.

ولزَيْدِ بن أرْقَم يقُولُ عَبْدُ الله بن رَوَاحَة (٣): [من مشطور الرجز]

يا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلَات الذُّبَّلِ … تَطَاوَلَ اللَّيْلُ هُدِيْتَ فانْزلِ

وقيل: بل قال ذلك في غَزْوة مُؤْتَة لزَيْدِ بن حَارِثَة.

رَوَى عن زَيْد بن أرْقَم جَمَاعَةٌ منهم أبو إسْحَاق السَّبِيْعِيُّ (c)، ومُحَمَّد بن كَعْب، وأبو حَمْزَهَ مَوْلَى الأنْصَارِ.


(a) الديوان: المسلمون.
(b) الديوان: مشهى.
(c) ساقطة من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>