للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلَّم. قال: فقُلتُ: يا رسُول الله، هَلُمَّ إلى الظِّلِّ، قال: فنَزَلَ رسُولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليه وسلَّم، قال جَابِرٌ فقُمْتُ إلى غِزَارةٍ لنا، فالْتَمسْتُ فيها فوَجَدْتُ جِرْوَ قِثَّاء، فكَسَرتُهُ ثمّ قرَّبتُه إلى رسُولِ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليه وسلَّم، فقال: من أينَ لكُم هذا؟ فقُلتُ: خَرجْنا بهِ يا رسُول اللّه من المَدِينَة.

قال جابرٌ: وعندَنا صَاحِبٌ لنا نُجهِّزُهُ يَذْهَبُ يَرْعى ظَهْرَنا، قال فجَّهرتُهُ ثمّ أدْبَرَ يَذْهَبُ إلى الظَّهْرِ وعليه ثَوْبَان قد خَلُقا، قال: فنَظَر إليهِ رسُول اللّه صلَّى اللّهُ عليه وسلَّم فقال: أمَا له ثَوْبَان غير هذَين؟ قال: قُلتُ: بَلَى يا رسُول اللّه، له ثَوْبَان في العَيْبَةِ، كَسَوتُهُ إيَّاهمُا، قال: فادْعُهُ فأمُرْهُ بلُبْسِهما. قال: فدَعَوْتُه فلَبِسَهُما (a)، ثمّ وَلَّى يَذْهَبُ، فقال رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم: ما ضَرَبَ اللّهُ عُنُقَهُ أليسَ هذا خَيْر؟ قال: فسَمِعَهُ الرَّجُلُ فقال: يا رسُولَ اللّهِ، في سَبِيْل اللّه. فقال رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم: في سَبِيْل اللّه. فقُتِلَ الرَّجُلُ في سَبِيْل اللّه.

أخْبَرَنَا أبو الفُتُوح مُحَمَّد بن مُحَمَّد البَكْرِيّ، فيما أَذِنَ لَنا أنْ نَرْويهُ عنْهُ، قال: أخْبَرَنَا أبو القَاسِم الحافِظ (١)، قال: أخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد بن الأكْفانِيّ شفَاهًا، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْز بن أحْمَد، قال: أخْبَرَنَا عليّ بن الحَسَن بن عليّ الرَّبَعِيِّ، ورَشَاء بنُ نَظِيْف، قالا: أخْبَرَنَا أبو الفَتْحِ مُحَمَّد بن إبْراهيم بن مُحَمَّد بن الطَّرَسُوسِيّ، قال: أخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمن بن يُوسف بن سَعيد بن خِرَاش، قال: زَيْد بن أسْلَم ثِقَة لَم يَسْمَع من سَعْدٍ شَيئًا.

وقال الحافِظُ أبو القَاسِم (٢): أخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد بن طَاوُس، قال: أخْبَرَنَا أبو الغَنائِم بن أبي عُثْمان (a)، قال: أخْبَرَنَا أبو عُمَر بن مهدِيّ، قال: أخْبَرَنَا مُحَمَّد بن


(a) قوله: "فدعوته فلبسهما" ساقط من ق.
(b) تاريخ ابن عساكر: ابن عثمان، وتقدم ذكره على الوجه المثبت في إسناد سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>