للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هكذا (a) رَأيتُ نَسَبَهُ في غير مَوضعٍ، وقد سَقَطَ من نَسَبه ذِكْر جَمَاعَةٍ؛ فإنّهُ لا يُتَصوَّر أنْ يكُون بينه وبين حِمْيَر بن ذِي رُعَيْن سَبْعَةٌ لا غير.

حَمَلَهُ وَالده إلى الشَّيْخ أبي مُحَمَّد المُقْرِئ سِبْط أبي مَنْصُور الخَيَّاط، فلَقَّنَهُ القُرْآن، وجوَّدهُ عليه، وقرأ عليهِ بالرِّوَايَات وله عَشر سِنين، وكان سَألني وأنا أقْرأ عليه: كم كان عُمْرُك حين خَتَمْتَ القُرْآن؟ فقُلتُ لَهُ: تِسْع سِنين، فتَعَجَّب من ذلك وقال: كذلك أنا خَتَمْتُه ولي تِسْعْ سِنِين، وأخْرج إليَّ مُفْردات للشَّيْخ أبي مُحَمَّد وعليها خَطّه بقرَاءته عليها، وأرَاني خَطّ الشَّيْخ أبي مُحَمَّد له على بَعْضِها أنَّهُ خَتَم القُرآنَ عليه وهو ابنُ تِسْعٍ، وجَمَعهُ بالعَشْر وهو ابنُ عَشْرٍ، فذَكَرْتُ له أنِّي جَمَعتُه بالعَشْرِ ولي عَشْر سِنيْن، وشَاهدتُ بخَطِّ الشَّيْخ أبي مُحَمَّد الدُّعَاء له بطُول العُمر، فاسْتَجابَ الله دُعَاءه له، فعاشَ أرْبَعًا وتِسْعِين سَنَةً.

وكان الشَّيْخ أبو مُحَمَّد اعْتَنى به؛ فأقْرَأهُ القُرْآن على أبي القَاسِم هِبَة الله بن أحْمَد المعرُوف بابنِ الطَّبَر، وأبي بَكْر مُحَمَّد بن الخَضِرِ خَطِيْب المُحَوَّل، وأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك بن خَيْرُون، وأبي الفَضْلِ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بن المُهْتَدي، وأقْرأهُ اللُّغَة والنَّحو على الشَّيْخ أبي مَنْصُور موْهُوب بن أحْمَد بن الجَوَالِيْقِيّ، والشَّريف أبي السَّعَادَات هبَة الله بن عليّ الحَسَنيّ المَعْرُوف بابنِ الشَّجَرِيّ، فلازَمَهُما حتَّى برَعَ في عِلْم النَّحو واللُّغَة، وقرأ عليهما وعلى أبي مُحَمَّد عَبْد الله بن أحْمَد بن أحْمَد بن الخَشَّاب، وعلى مَجْد الإسْلَام عُبَيْد الله بن القَاسِم الحَرِيرِيّ


(a) الأصل: هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>