ويُرْوَى أنَّ زَيْدًا العَمِّيّ سَمِعَ باكيةً تُنْشدُ هذه الأبيَات عند دَفْن سُليْمان بن عَبْد المَلِك.
أخْبَرَنَا بذلك أبو القَاسِم عبد الصَّمَد بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل، فيما أَذِنَ لَنا أنْ نَرْويَهُ عنْهُ، عن أبي الفَتْح نَصْر الله بن مُحَمَّد اللَّاذِقِيّ، قال: حَدَّثَنَا نَصْر بن إبْراهيم إمْلاءً، قال: قَرَأتُ على أبي سَعيد عَبْد الكَريم بن عليّ القَزْوِينيّ، عن أبي أُسامَة مُحَمَّد بن أحْمَد المِنقَريّ، قال: حَدَّثَنَا الحَسَن بن رَشِيْق، قال: حَدَّثَنَا عليّ بن سَعيد بن بِشْرَان الرَّازِيّ، قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن سِنَان، قال: حَدَّثَني عَمْرو بن الحُصَيْن، قال: حَدَّثَني يَحْيَى بن العَلَاءَ الرَّازِيّ، قال: حَدَّثَنَا زَيْد العَمِّيّ، قال: شَهِدْتُ سُليْمان بن عَبْد المَلِك، فلمَّا فَرغُوا من دَفْنهِ سَمِعْتُ بَاكيةً تقُول:[من الطّويل]
وما سَالِمٌ عمَّا قليل بسَالِمٍ … ولو كَثرَتْ أحْرَاسهُ وكَتَائبُه
ومَنْ يَكُ ذا بابٍ شَدِيدٍ وحَاجِبٍ … فعن ما قَلِيل يَهْجُر الباب حَاجِبُه
فما كان إلَّا الدَّفْن حتَّى تَفَرَّقَتْ … إلى غَيره أجْنَادُهُ ومَوَاكِبُه
وأصْبَح مَسْرُورًا به كُلّ كَاشِحٍ … وأسْلَمَهُ أحْبَابُهُ وأقَارِبُه
فنَفْسَك فأكسِبْها السَّعَادَة جَاهِدًا … فكُلِّ امْرِئٍ رَهْن بما هو كَاسِبُه
أَنْبَأْنَا أبو مَنْصُور عبد الرَّحْمن بن مُحَمَّد بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنَا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن بن هِبَةِ الله (١)، قال: أنْبَأْنَا أبو الفَرَج غَيْث بن عليّ، ونَقَلْتُه من خَطِّه، قال: أخْبَرَنا أبو الفَرَج سْهل بن بشر بن أحْمَد الإسْفَرَاينِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو الفَرَج مُحَمَّد بن عَبْد العَزِيْز الجُرْجَانِيّ، والقَاضِي أبو الفَضْل مُحَمَّد بن أحْمَد بن