شَرَف الدَّوْلَة يَوْم الأَحَد عَاشِر رَبيع الآخر، وقيل: جُمَادَى الآخر، وهو الأصَحُّ؛ يعني: من سَنَة ثَلاثٍ وسَبْعِين وأرْبَعِمائة.
نَقَلْتُ من خَطِّ أبي الحَسَن عليّ بن مُرْشِد بن عليِّ بن مُنْقِذ في تَارِيْخه، قال: وأقام نَصْرٌ مَالِكًا إلى سَنَة ثَمانٍ وسِتّين، فلمَّا كان يوْم عِيْد الأضْحَى، عيًّدَ وخَرَجَ العَصْرَ لينهَبَ الأتْرَاك: ابن خَان وأَصْحَابه، ويأخُذ نسَاءَهُم فإنَّهُ قال: نُريد الوُجُوه المِلَاح، فضَرَبهُ واحِدٌ فقَتَلَهُ، واخْتَبَطَت حَلَبُ، وقُفِلَتْ أبْوَابُها، وقُفِلَ باب القَلْعَة، فجاء الأَمِير أبو الحَسَن سَدِيد المُلْك، وكان قد نَزَل لمَّا مَاتَ مَحْمُود، وقال له نَصْرٌ: ما يَرُبُّ هذه الدَّوْلَةَ غيرك، فلمَّا قُتِلَ نَصْر لَم يَجْسُر أنْ يَذْكُرَ للوَزِير ابن النَّحَّاس، وكان صَدِيْقَهُ، ذلك ظَاِهرًا، فقال له وهو في القَلْعَة من تحت السُّور: الأَمِير نصْر سَالِم تُحبّ، ولكن سَألتَني عن شيء قبل خُرُوجي وهو: القَيْل فَاد (a)، معناهُ: القَيْل: المَلِك، وفَاد: ماتَ.
فاحْتَفَظَ ابنُ النَّحَّاس من القَلْعَةِ، وأجْلَسُوا بعدَهُ أخاهُ سَابقًا، وكان سَابِق -كما قيل لي- من أحْسَن النَّاسِ مُحاضَرَةً، وأصْبَحهم وَجْهًا، وأَسْواهم فعْلًا في نفسهِ وأفْعَالِهِ.
حدَّثني مَوْلاي رَحمَهُ اللهُ، قال: من طَرِيف عَملهِ أنَّهُ مَدَحَهُ الشَّرِيفُ أبو المجد بثلاثِ قَصَائِد، فتأخًّرت الجَائِزَة، فكَتَبَ إليه، وقد ضَاع له دَنَانِيْر ثُمَّ وَجَدَها:[من الكامل]