للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وُلد، فاسْتَحْسَنَها المَلِك الظَّاهِر، واسْتَعاد منه أبْيَاتًا منها، وذلك بِمَحْضَر رَسُول المَلِكِ الأشْرَف مُوسَى ابن المَلِكِ العادِل أبي بَكْر بن أيُّوب وهو المَجْد البَهْنَسِيّ، وأثبتُ هَا هُنا القَصِيدَة بكَمَالها.

سَمِعْتُ القَاضِي سَاطِع بن أبي حَصِيْن يُنْشِدُ المَلِك الظّاهِر لنَفْسِه (١): [من البسيط]

أَمَا لحجّ تلَاقي الحَيّ [مِيقاتُ] (a) … ولا لرَمْي جِمَار الهَجْرِ أوْقَاتُ

لعلَّ في عَرَفَاتٍ من عَوَارفكم … وصْلًا لصبٍّ له بالخَبْتِ إخْبَاتُ

وليتَ يَجْمَعُنا جَمْعٌ ويُشْعِرنا … سَعْيًا بمَشْعَر تلك الدَّار سَاعاتُ

كَيْمَا أَقُوم مقَامًا لا أخَافُ بهِ … نَوىً وتُشْرَحُ من حَالي مَقَاماتُ

فهمَّتي في إسَارِ الهَمِّ مُوْثقة … ما سرت عنكم سَرت عنِّي المَسَرَّاتُ

وَلي إليكُمُ ومن ظَماكمِ ظَمَأٌ … مُبَرّحٌ والي لُبْنَى لبُاناتُ

أحْنُو إليم حَنِيْنًا كُلَمَّا نَسَمَت … صَبًا ويَعْتادني منكم صَبَاباتُ

يا رَاحِلينَ وقَلْبِي في رِحَالِهم … تَحْدُوه إنْ غَفَل الحَادُونَ روْعَاتُ

عُودُوا وإلَّا عِدُوا حسْنًا (b) بقُرْبكُم … فللجَمِيل وللإحْسَانِ عَوْدَاتُ

عَسَى يَبيْنُ لعَيْني بعدَما بُنيَت … عليه أنْماطكُمُ للبَيْن بَانَاتُ

حَفِظتُكم وأضَعْتُم ما أمَنْتكُمُ … له ومن مثلكم تُرْعَى الأمَاناتُ

فيا عذولي أقِلِ اللَّوْمَ وابْق فما … يَفيدُ عذْلي ولا تُغْنى المَلَامَاتُ

عَهْدِي بنا قَبْلِ وشْكِ (c) البَيْن يَجْمعُنا … ظلٌّ ظَلِيلٌ ورَوضَاتٌ أُرِيضاتُ

في سَرحَةٍ (d) سَرَحَتْ أَنْهَارُها وزَهَتْ … أَزْهَارُها وبها للَّهْو لداتُ (e)


(a) ساقطة من الأصل وق، والإضافة من قلائد الجمان.
(b) ابن الشعار: وصلًا.
(c) الأصل: وشل، والمثبت من ابن الشعار.
(d) ابن الشعار: جنة.
(e) ابن الشعار: فلها باللهو لذات.

<<  <  ج: ص:  >  >>