للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أخْبَرَنا أبو عليّ الحَدَّادُ، قال: أخْبَرَنا أبو نُعَيْم الحافِظ (١)، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن عَبْد الله وأحمد بن مُحَمَّد بن سِنَان، قالا: حَدَّثَنَا أبو العبَّاسِ السَّرَّاجُ، قال: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بن سَعيد، قال: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بن زُرَارَة، عن الثِّقَة، قال: كان لعُمَر بن عَبْد العَزِيْز أخٌ، وَاخَاه في اللهِ، عَنْذٌ مَمْلُوكٌ يُقال له سَالِم، فلما اسْتُخْلِفَ دَعاهُ ذاتَ يَوْمٍ فأتاهُ، فقال له: يا سَالِم، إنِّي أخَاف أنْ لا أنْجُو؟ قال: إنْ كُنْتَ تَخَافُ فنعما، ولكنِّي أخَاف أنْ لا تَخاف، قال سَالِم: إنّ الله أسْكَن عَبْدًا دَارًا فأذْنَبَ فيها ذَنْبًا واحدًا فأخْرَجَهُ من تلك الدَّار، ونحنُ أصْحَاب ذنُوب كَثِيْرة نُريد أنْ نَسْكُن تلك الدَّار!.

وأخْبَرَنا يُوسُف بن خَلِيل، قِراءَةً عليهِ وأنا أسْمَعُ، قال: أخْبَرَنا أبو المَكَارِم، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ، قال: أخْبَرَنا أبو نُعَيْمِ (٢)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عليّ (a)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، قال: حَدثَنَا إبْراهيمُ بن هِشَام بن يَحْيىَ الغَسَّانِيّ، قال: حَدَّثَني أبي، عن جدِّى، قال: كَتَبَ عُمَر بن عَبْد العَزِيْز إلى مُحَمَّد بن كَعْب يَسْأله أنْ يَبِيْعه غُلَامَهُ سَالمًا، وكان عَابِدًا خَيِّرًا، فقال: إنِّي قد دَبَرْتُهُ، قال: فأَزِرْنيهِ، قال: فأتاهُ سَالِم، فقال عُمَرُ إنِّي قد اتْبُليتُ بما تَرَى، وأنا والله أتخوَّفُ أنْ لا أنْجُو، فقال له سَالِم بنُ عَبْدِ الله: إنْ كُنْتَ كما تقُول فهذا نَجَاتُكَ، وإلَّا فهو الأمْرُ الّذي تَخَافُ. قال: يا سَالِم، عِظْنا، قال: آدَم صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم على خَطِيْئَةٍ واحدةٍ خَرَجَ (b) بها من الجَنَّة، وأنْتُم تَعْملُونَ الخَطَايا تَرْجُون تَدْخلُونَ بها الجَنَّة!؟ ثُمَّ سَكَتَ.


(a) في الحلية: محمد بن إبراهيم.
(b) الحلية: فأخرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>