للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَصِلُ المَوَدَّةَ ما وَصَلْتُ حبَالَهُ … أبَدًا ويَهْجُرُ أيَّ وَقْتٍ أهْجُرُ

لو يُشْتَرى لشَرَيْتُ ذاكَ بمُقْلَتي … وبَقيتُ بالأُخْرى إليهِ أنْظُرُ

وأنْشَدَني أبو البَرَكَات، قال: أنْشَدَني وَالدِي لسَالِم أيضًا: [من الطويل]

لَمن جيرةٌ حكَّمتهُم فيَّ فاشْتَطُّوا … لَهُمْ مَنْزِلٌ بينَ الجَوَانِحِ مُخْتَطُّ

يَزِيدُ بِهِمْ وَجْدِي على القُرْبِ والنَّوَى … وسِيَّانَ عِنْدي مِنْهُمُ القُرْب والشَّحْطُ

وقال منها:

أأحْبَابَنا رِفْقًا بنا وتَعَطُّفًا … علَينا فَما مِن شَأنِ مثلِكُمُ القَسْطُ

هَجَرْتُمْ على قُرْبِ المَزَار وجُرْتُمُ … بلا سَبَبٍ ما هكَذا بَيْنَنا الشَّرْطُ

أنْبَأنَا أبو مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن عَبْد الله بن عُلْوَان الأسَدِيّ، عن أبي المُظَفَّر أُسامَة بن مُرْشِد بن عليّ بن مُنْقِذ، قال: ومن شِعْره؛ يعني: أَبا المُعَافَى سَالِم بن عَبْد الجَبَّار (١): [من الكامل]

ومُهَفْهفٌ كالغُصْن في حَرَكَاته … مُتَهضِّم في (a) خَصْره المَهْضُومُ

يَهْتَزُّ من نَفَسِ المَشُوق قَوَامُهُ … لِيْنًا كما هَزَّ القَضِيْب نَسِيمُ

يَحْلُو ويَمْرُر وصْلُهُ وحُدُودُهُ … وكَذَا الهَوَى أ [بدًا] (b) شَقًا ونَعِيمُ

كُنْ كيفَ شِئْتَ فإنَّ وَصْلي ثَابِتٌ … تَتَصَرَّمُ الأيَّام وهو مُقِيْمُ

غيري لدَيكَ حبَالهُ موْصُولةٌ … أبَدًا وحَبْل مَوَدَّتي مَصْرُومُ

قَلْبي الّذي جَلَبَ الغَرَامَ لنَفْسِه … فلمَنْ أُعاتبُ غيره وأَلُومُ


(a) الوافي: لي.
(b) إضافة من الوافي بالوفيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>