ولأُجلِسَنّكَ للقَضِيَّةِ بَيْننا … في يَوْم عَاشُوْراءَ بالشَّرْقيَّةِ
حتَّى أُثِيرَ عليكَ فيها فِتْنَةً … تُنْسِيكَ يَوْم خِزَانَةِ الصُّوْفيَّةِ
قَرأتُ بخَطّ أبي الحَسَن عليّ بن عَبْد الله بن أبي جَرَادَة، قال: هو الفَقِيه أبو الحَسَن سَالِم بن تميْم، وبخَطِّه: مُكابِر وبَنْكَة من غَوْغَاء الشِّيْعَة.
أخْبَرَنا بهذه الأبْيَات أبو عبد الرَّحْمن مُحَمَّد بن هاشِم بن أحْمَد بن عَبْد الوَاحِد، قال: أنْشَدَنا وَالدِي، قال: أنْشَدَني أبي عن قائلها أبي مُحَمَّد، أو عن عَمِّه أبي نَصْر عن أبي مُحَمَّد.
وخِزَانَة الصُّوْفيَّة: هي خِزَانَة الكُتُب الّتي بالشَّرْقيّةِ من جَامع حَلَب، وأشَار بذلك إلى قَضِيّة وَقَعَت لسَالِم بن عليّ مع الشِّيْعَة بحَلَب في يَوْم عَاشُوْراء عند خِزَانَة الكُتُب، أدَّتْ إلى فِتْنَةٍ بين السُّنَّة والشِّيْعَة، وكان سَالِم بن عليّ بن تَمِيْم سُنِّي المَذْهَب.
وسَبَبها ما أنْبَأنَا بهِ أبو القَاسِم عَبْد الله بن الحُسَين بن عَبْد الله بن رَوَاحَة، وأبو القَاسِم عبد الرَّحيم بن يُوسُف بن الطُّفَيْل، قالا: أخْبَرَنا أبو طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد بن أحْمَد السِّلَفِيّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا لهما أو لأحَدهما، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن يَحْيَى بن عليّ بن عَبْد اللّطِيْف التّنُوخِيّ المَعَرِّيّ بدِمَشْق، قال: سَمِعْتُ أخي أبا الفَضْل يَقُول: سَمِعْتُ النَّاظِرَ التَّنُوخِيّ يَقُول: طلبْتُ من ابن تميْم الفَقِيه بحَلَب شَيئًا فامْتَنع عليّ، فعَمِلتُ فيه قِطْعَةً على سَبِيْل المُناكَدَة، وأنْشَدتُها للشِّيْعَة في يَوْم عَاشُوْراء، فرَأى منهم كُلّ مَكْرُوه، وكان النّاظِرُ وابن تميْم جَمِيعًا سُنِّيَّيْن، والأبْيَاتُ هذه:[من المنسرح]