للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَرأتُ بخَطِّ وَلده يَحْيَى بن سَالِم من شِعْر أبيه سَالِم يُعَاتِبُ: [من الكامل]

ما كُنْتُ أَحْسِبُ أنَّ حَظِّي مَانِعٌ … صوْبَ الغَمَام الجَوْن أنْ يَتَدفَّقَا

حتَّى مَدَحْتُ مُمَدَّحًا لو صافَحَتْ … عُوْدًا ذَوَى يمنَى يَديهِ لأَوْرَقا

أَعْطَى ولم يُسْألَ فزَاد تَعَجُّبي … أنِّي سَألتُ فقد ظمِئْتُ وما سَقَا

نَقَلْتُ من خَطِّ يَحْيَى بن سَالِم لأبيهِ: [من الخفيف]

ليسَ في كُلِّ سَاعةٍ وأوَانِ … تَتَهيَّا صَنَائعُ الإحْسانِ

فإذا أمْكَنَتْ فبَادِرْ إلَيها … حَذَرًا مِن تَعَذُّرِ الإمْكَانِ

ونَقَلْتُ من خَطِّه لوَالدِه: [من الوافر]

تَسَاوَى النَّاسُ في طُرُق المَنَايا … فما سَلِمَ الصَّرِيْحُ ولا الهَجِيْنُ

تَدَيَّنَّا البَقَاءَ مِنَ اللَّيالِي … ومِن أرْوَاحنا تُوْفَى الدُّيُونُ

وذَكَرَهُ الرَّشِيْدُ بن الزُّبَيْر في كتاب جِنَان الجِنَانِ ورِيَاض الأذْهَان، وأوْرَدَ له قَوْلَهُ: [من الطّويل]

له رَاحَةٌ ينْهَلّ مِن فَيْضِها النَّدَى … فيَنْهلُّ في مَعْرُوفِها البَدْوُ والحَضْرُ

ووَجْهٌ يُضيء البَدْرُ في قَسَماتِهِ … وأحْسَنُ ما في أوْجُهِ البَشَرِ البِشْرُ

أنْشَدَني عبد الرَّحْمن بن عَوَض المَعَرِّيّ لسَالِم بن مُفَرِّج (a) بن أبي حَصِيْنَة، وكان أحْدَبَ، وتَحَاكم هو وابن المُنَجِّم عليّ بن مُفَرِّج (b) الشَّاعر بمِصْر عند القَاضِي صَدْرِ الدِّيْن الكُرْدِيّ المَارَانِيّ، فحَكَم صَدْر الدِّيْن على ابن المُنَجِّم، فعَمِل ابنُ المُنَجِّم: [من الطّويل]

تَعَصَّبَ صَدْرُ الدِّيْن للأحْدَبِ الّذي … غَدَا يَدَّعي شِعْرًا وليسَ بِذِي شعْرِ

فقُلْتُ مَعَاذَ اللّهَ يَصْلُحُ في الوَرَى … تَعَصُّبُ هذا الصَّدْرِ إلّا لذا الظَّهْرِ


(a) الأصل: مفرح.
(b) الأصل: مفرح.

<<  <  ج: ص:  >  >>