للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجَبَل، وبُني عليه منازل كثيرة في دولة المَلِك النَّاصر صلاح الدِّين يوسف بن المَلِك العزيز، أعَّز اللهُ أنْصَارَهُ.

وقيل: إنَّ مَنْبَت خشب الشُّربين بحلب كان ببَانَقُوسَا، وهو خشب السَّرْو، ومنه كانت تُعْمل السُّقوف بحلب، والسُّقُوف في آدُر حلب القديمة والأنجاف من خشب الشُّربين، ويدل على ذلك وصف الصَّنَوْبَريّ حلب بكثرة السَّرو كما في قوله في القصيدة الهائيَّة التي يأتي ذِكْرُها في باب مدح حلب إن شاء الله (١): [من مجزوء الرمل]

أيُّ حُسْنِ ما حَوَتْهُ … حَلَبُ أو مَا حَوَاها

سَرْوُهَا الدَّاني کما تَدْ … نُو فتاةٌ لفتاهَا (a)

وفيها:

بَانَقُوسَاهَا بِهَا با … هَي المُبَاهِي حَيْثُ بَاهَا (b)

وأخبرنا قاضي العسكر أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر، قال: كانت حلب من أكثر المُدُنِ شَجَرًا، فأفْنَى شَجَرها وقوع الخُلْف بين سَيْف الدولة ابن حمدان وبين الإخشيد أبي بكر محمد بن طُغْج؛ فإنَّ الإخْشِيَد كان يَنْزلُ على حَلَب ويُحاصرها، ويَقْطَع شَجرها، فإذا أخَذَها وصَعَدَ إلى مِصَر، جاء سَيْف الدَّولة، وفعل بها مثل ذلك، وتكرر ذلك منهما حتى فني ما بها من الشَّجَر.


(a) الديوان: من فتاها.
(b) الديوان: حين باهي.

<<  <  ج: ص:  >  >>