للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا بهِ عُمَر بن مُحَمَّد بن طَبَرْزَد، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِمِ هِبَة اللّه بن مُحَمَّد بن الحُصَيْن، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن جعفَر بن مَالِك القَطِيْعِيِّ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بن أحْمَد بن حَنْبَل، قال: حَدَّثَني أبي (١)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمن بن مَهْدِيّ، عن زَائِدَة بن قُدَامَة. ووَكِيعٌ قال: حَدَّثَني زَائِدَة بن قُدَامَة، عن السَّائِب - قال وَكِيع: ابن حُبَيْش الكَلاعِيّ - عن مَعْدَان بن أبي طَلْحَة اليَعْمَرِيّ، قال: قال لي أبو الدَّرْدَاء: أين مَسْكَنكَ؟ قال: قُلْتُ: في قَرْيَةٍ دُون حِمْص، قال: سَمِعْتُ رسُول اللّه صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم يَقُول: ما من ثلاثة في قَرْيَةٍ لا يُؤذَّن (a) ولا يُقَام فيهم إلَّا اسْتَحْوَذَ عليهم الشَّيْطان؛ عليكَ بالجَمَاعَةِ فإنَّما يأكُل الذِّئبُ القَاصِيَة.

قال ابنُ مَهْدِي: قال السَّائِبُ: يعني بالجَمَاعَة، الجَمَاعَة في الصَّلَاةِ.

فهذا أبو عَبْد اللّه رَوَى الحَدِيْث عن عبد الرَّحْمن بن مَهْدِيّ، ووَكِيِع عن زَائِدَة عن السَّائِب، وأظُنُّ الدّارَقُطْنِيّ رَأى أبا عَبْد اللّه قال في تفسِير الجماعة: قال ابنُ مهدِي: قال السَّائِب، فظَنَّ أنَّ ابن مَهْدِي رَوَاهُ عن السَّائِب! وليسَ الأمر كذلك؛ بل رَوَى أبو عَبْد اللّه الحَدِيْث عن ابن مَهْدِي ووَكِيع، كليهما عن زَائِدَة عن السَّائِب، وجاء التَّفْسير لمَعْنى الجَمَاعَة في رِوَايَة ابن مَهْدِيّ، فقال أبو عَبْد اللّه: قال ابنُ مَهْدِي: قال السَّائِب، فبَيِّنٌ أنَّ هذا الكَلَام من قَوْل السَّائِب، وأنَّ ابن مَهْدِي تفرَّد في رِوَايته بهذا التَّفْسِيرِ دُون وَكِيع، لكن عن زَائِدَةَ، عن السَّائِب، فلا وَجْهَ لتَخْطِئة أبي عَبْد اللّه في ذلك، بل الخَطَأ وَقَعَ من الدَّارَقُطْنِيّ، واللّهُ أعْلَمُ.


(a) كذا في الأصل، وفي مصادر تخريج الحديث المتقدمة جميعها سوى مسند ابن حنبل: ولا بدو.

<<  <  ج: ص:  >  >>