للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا دَهْرُ إنَّكَ أَنْتَ نَابِذُ ريْقهِ … خَمْرًا وغَارِسُ خَدّه تُفَّاحَا

وغَزِلْتَ من غَزِلٍ شِبَاكَ جُفُونه … ونصَبْتَها فتَصَيَّدَت أرْوَاحا

وله؛ ونَقَلْتُه من خَطِّ المَذْكُور [من الطويل]

أبايَعْتَ أهْلَ البَيْعَة اليَوْمَ في دَمي … غلبتَ فَخذ أخْطَارَهُمْ وتَقدَّم

ولا تُوْرق عَيْنَيكَ سُقْمي فإنَّهُ … حَرَامٌ على الذِّميِّ مِيْرَاثُ مُسْلمِ

وهذان البيتان يُرْوَيان لعَبْدِ المُحْسِن الصُّوْرِيّ (١)؛ وهو أصَحُّ.

وممَّا نَقَلْتُهُ من تَعْلِيقي من الفَوَائِد ممَّا أنْشَدَهُ الظَّاهرُ لنَفْسِهِ: [من الكامل]

أَدِر المُدَامَةَ يا ابنَ شِبْلٍ وَاسْقِني … فيها نَسِيْئَةَ رِيْقِكَ المتُعَذِّرِ

فإذا رَأيْتَ مِنَ النّدَامىَ صاحِيًا … فينا فلَاحِظْهُ بطَرْفِكَ يَسْكَرِ

ومن شِعْره أيضًا قَوْله، وقيل: إنَّها للوَزِير أبي نَصْر بن النَّحَّاس الحَلَبيِّ، والصَّحيحُ أنَّها للظَّاهِر (٢): [من الكامل]

انْظُر إلى حَظِّ ابن شِبْلٍ في الهَوَى … إذ لا يَزَالُ لكُلِّ قَلْبٍ شَائِقَا

شَغَل النِّسَاءَ عن الرِّجالِ وطَالَما … شَغَل الرِّجال عن النِّسَاء مُرْاهِقَا

عَشِقُوهُ أَمْرَدَ فالتحَى فعَشِقْنَه … اللهُ أكْبَرُ ليس يَعْدَمُ عَاشِقا

ومن شِعْره المُسْتَحْسَن يَصِفُ قَوْس قُزَح: [من المتقارب]

ألسْتَ نَرَى الجَوَّ مُسْتَعْبِرًا … يُضَاحِكُهُ بَرْقُهُ الخُلَّبُ

وقد لَاحَ مِن قزَحٍ قَوسُهُ … بَعِيدًا وتَحسبُهُ يقرُبُ

كطَاقَي عَقِيقٍ وفيْرُوزجٍ … وبينَهُما آخَرٌ مُذْهَبُ


(١) انظر ديوان ابن غلبون الصوري ٢: ١٧، قالها في ابن أبي زكري المتطبب.
(٢) الأبيات الثلاثة في دمية القصر ١: ١٢٧، وفيات الأعيان ٥: ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>