أخْبرَنا عَمِّي أبو غَانِم مُحَمَّد بن هِبَة الله بقِرَاءَتي عليه، قال: أخْبَرَنا أبو الفَتْح عُمَر بن علي بن حَمُّوْيَه، ح.
وأخْبَرَتْنا زَيْنَبُ بنتُ عبد الرَّحْمن في كتابها، قالا: أخْبَرَنا أبو الفُتُوح الشَّاذْيَاخِيّ، ح.
وأنْبَأنَا أبو النَّجِيْب القَارِئُ، قال: أخْبَرَنا أبو الأَسْعَد القُشَيْريّ، قالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِم القُشَيْريّ (١)، قال: سَمعتُ مُحَمَّد بن الحُسَين يَقول: سَمِعْتُ عَبْد الله بن عليِّ الطُّوْسيّ يَقُول: سَمِعْتُ أبا عَمْرو بن عُلْوَان يَقُول: سَمِعْتُ أبا العبَّاس بن مَسْرُوق يَقُول: بَلَغَني أنَّ سَرِيّ السَّقَطِيّ كان يكُونُ (a) في السُّوق، وهو من أصْحَاب مَعْرُوف الكَرْخِيّ، فجاءَهُ مَعْرُوف يَوْمًا ومعه صَبِي يَتيْمٌ، فقال: اكْسُ هذا اليَتِيْم، قال سَرِيٌّ: فكَسَوتُهُ، ففَرِحَ به مَعْرُوف، وقال: بَغَّضَ اللهُ إليكَ الدُّنْيا، وأرَاحَك ممَّا أنْتَ فيه! فقُمْتُ من الحَانُوْت، وليسَ شيء أبْغَضَ إليَّ من الدُّنْيا، وكُلّ ما أنا فيه من بَرَكاتِ مَعْرُوفٍ.
وقالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِم القُشَيْريّ (٢)، قال: سَمِعْتُ الأُسْتَاذَ أبا عليّ الدَّقَّاق رَحِمَهُ اللهُ يَحْكي عن الجُنَيْدِ أنَّهُ قال: سَألني السَّرِيُّ يَوْمًا عن المَحَبَّةِ؟ فقُلتُ: قال قَوْمٌ: هي المُوَافَقَة، وقال قَوْم: الإيْثَار، وقال قَوْم: كَذَا وكذا، فأخَذَ السَّرِيُّ جِلْدَةَ ذِرَاعِهِ، ومَدَّها فلم تمْتَدَّ، ثُمَّ قال: وعِزَّتهِ لو قُلْتُ: إنَّ هذه الجِلْدَةَ يَبِسَتْ على هذا العَظْم من مَحبَّتِه لصَدَقْتُ، ثمّ غُشِيَ عليه فدَارَ وَجْهَه كأنَّهُ قَمَرٌ مُشْرِقٌ، وكان السَّرِيّ بهِ أُدْمَةٌ.